إنّ فكرة أنّ أفضل الأيام لم تأتِ بعد، على الرغم من عدم ضمانها، تُغري الكثيرين بالعيش في سرابٍ مُستقبليّ، تاركين اللحظة الحاضرة تتلاشى بين أصابعهم.
فبينما تُغذّي هذه الفكرة الأمل والتفاؤل، تُصبح سكينًا حادّةً تُذبح بها لحظاتنا الحالية، وتُغرِقنا في بحرٍ من الندم مع مرور الوقت وثبات الأحوال.
فما هو الحلّ إذن؟
هل نستسلم لليأس ونُسلّم بواقعنا دون سعي للتغيير؟ أم نُعاند القدر ونعيش في وهمٍ مُستقبليٍّ لا وجود له على أرض الواقع؟
لا هذا ولا ذاك!
الواقع هو أنّ أفضل أيامنا قد تأتي، لكنّ ذلك لا يعني أن نتخلى عن حاضرنا.
فالحاضر هو تجربة، رحلة مليئة بالتجارب والدروس، مليئة بالفرص والتحديات.
فبدلاً من أن نعيش في سرابٍ مُستقبليّ، لماذا لا نُحوّل حاضرنا إلى جسرٍ يُوصلنا إلى مستقبلٍ أفضل؟
لماذا لا نُغتنم كلّ لحظة ونُعيشها بكامل طاقتنا؟
لماذا لا نُحوّل أحلامنا إلى أهدافٍ ونُسعى جاهدين لتحقيقها؟
لماذا لا نُثري حياتنا بالتجارب ونُغنيها بالحبّ والفرح؟
تذكر، أفضل أيامنا قد تأتي، لكنّ المُهمّ هو أن نعيش كلّ يوم كأنّه أفضل يومٍ في حياتنا.
فالحاضر هو هديةٌ ثمينة، لا تُضيعها في سرابٍ مُستقبليّ.