You are currently viewing أثر البطيخ Watermelon effect: نظرة عميقة في مؤشرات الأداء الرئيسية KPIs

أثر البطيخ Watermelon effect: نظرة عميقة في مؤشرات الأداء الرئيسية KPIs

يختلف أداء الموظفين وإنتاجيتهم، لكن في نهاية المطاف ترغب المنظمة إن يسير الأداء بالشكل المطلوب وتتحقق الأهداف كما خطط لها.

وهنا يتم رصد نسبة الأداء المحقق ومتابعة مؤشرات النجاح عن طريق مؤشرات الأداء الرئيسية التي حُددت سابقاً، والتي تعرف بال KPIs

تمثل مؤشرات الأداء الرئيسية  KPIs مجموعة من المقاييس التي تركز على جوانب الأداء التنظيمي التي تعتبر مهمة للنجاح الحالي والمستقبلي للمؤسسة أو الشركة.

ولذا يسعى كل موظف جاهداً إلى تحسين أداءه ورفع نسبة الإنجاز المتوقعة منه.

ثم تأتي تقارير الأداء لتُقر بكل ذلك، إن قام الموظف بعمل كل ما تم الاتفاق عليه تعطينا المؤشرات اللون الأخضر.

اللون الأخضر هو اللون الذي يَرمز لتحقيق نسبة الأداء المرتفعة في مؤشر الأداء أو الداش بورد Dashboard الذي يوضح مؤشرات الأداء الرئيسية.

واللون الأحمر يشير إلى ضعف الأداء أي أن هناك مشكلة ينبغي التصرف حيالها.

أحياناً تأتي المفاجأة بظهور مشاكل أخرى أو أن مؤشرات أخرى تتعارض مع نتيجة أداء الموظف، مثلاً مؤشر رضا العميل يعطينا اللون الأحمر، أي أن تقييم العميل سيء لهذا الأداء.

أو في مؤسسة تعليمية مثلاً تظهر نتيجة الطلاب أن نسبة الرسوب عالية في مادة معين بالرغم من أن المدرس أو المحاضر قد قدم المادة حسب محتويات المساق المحدده من قبل، أي أن هناك مشكلة ما، قد تكون في طريقة تقديم أو شرح هذه المادة، وأي سبب أخر لا نعرفه.

هنا أنت تواجه ما نسميه أثر البطيخ بالإنجليزية Watermelon effect

ما هو أثر البطيخ؟

لو وصفنا البطيخ فهو نوع من الفواكة دائري الشكل يختلف في الحجم، أخضر من الخارج وأحمر من الداخل، وهذا ما يصف هذه الحالة.

فما هو ظاهر أن الأداء أخضر تم كما يجب، لكن الحقيقية الخفية أن الأداء ليس جيداً.

والنتيجة هي أن قرارات الإدارة تُتخذ دون معرفة معظم المشكلات والتحديات التي تواجهها الشركة أو المؤسسة.

لذا يعد أثر البطيخ عاملاً يمكن أن يحد من مسيرة التقدم في المؤسسة.

حيث تولد لوحات قياس الأداء أو الداش بورد اللون الأخضر إحساسًا بأن لا مشاكل ولا مخاطر وإن الأمور تحت السيطرة.

ما هي أسباب أثر البطيخ؟

أسباب أثر البطيخ

في الواقع إن أثر البطيخ يصف الحالة التي لا يجرؤ الموظفون على إخبار الإدارة بما يفكرون فيه حقًا وكيف تسير الأمور بالفعل.

وبدلاً من ذلك، يوهمون الإدارة بأنهم يقومون بالعمل كما لو أن كل شيء يسير على ما يرام، حتى لو لم يكن كذلك.

ولكن إن بحثت بشكل اعمق في الموضوع قد تجد أن هناك أسباب عدة قد تؤدي إلى حدوث أثر البطيخ، من هذه الأسباب:

  1. محاولة الموظف إظهار حسن عمله وأنه لا يرتكب أي خطأ وأن عمله لا يعلى عليه، ليوحي للإدارة أنه من خِيرة موظفيها، في حين أن أعماله عبارة عن أعمال سطحية شكلية لا قيمة لها، ويظهر ذلك غالباً في الأعمال التي يصعب تقييمها بشكل دقيق، مثل بعض الأعمال الإدارية  أو التدريس مثلاً.
  2. انخفاض الثقة في القادة، في الواقع ، كثير من الموظفين لا يثقون في مديريهم. فلماذا يشاركونهم الحقيقة؟
  3. الفردية في العمل: بمعنى يركز كل موظف على عمله، ولا يهتم بكيفية عمل الآخرين، ولا يخضع للمساءلة، فهو أمام الجميع قام بعمله وإن لم يكن هناك تكامل وتوافق مع عمل البقية، ويخلي نفسه من مسؤولية النتائج.

كيف نعالج أثر البطيخ؟

إذن ما الحل ؟

التفكير في الحلول سيصل بك لحلول غير نهائية حسب كل مؤسسة وطبيعة عملها والأسباب المولده أثر البطيخ.

ولكن يمكن ذكر بعض الحلول المقترحة، مثل:

١. التأكد من وجود أنظمة إدارة قوية لمراقبة الأداء ومراجعته، بعد ضمان تحديد الأدوار والمسؤوليات الواضحة.

٢. التكامل في الأعمال وغرس ثقافة العمل الجماعي والنظر للنتائج وليس الأعمال الفردية غير المتناسقة، وإيضاح الهدف النهائي للموظفين.

٣. مشاركة القيادة للموظفين بالاستراتيجيات والخطط والعكس إطلاع القيادات بحقيقة المهام التنفيذية المنجزة.

٤. اتباع استراتيجية التعهيد والتي تعني استناد بعض المهام لشركات أو وكالات متخصصة تستطيع متابعة إجراءات بعض الأعمال خاصة الروتينية أو التخصصية، مثل الحسابات، إدارة الموارد البشرية، أعمال التكنولوجيا والشبكات والأنظمة.

هذه الشركات قادرة على كشف الثغرات وهي مسؤولة أمام النتائج، بالإضافة إلى قدرة إدارة الشركة على التفرغ والتركيز على تحسين وتطوير المنتجات الذي تقدمها، بدلاً من البحث عن المشكلات وأسبابها.

٥. يحتاج القادة إلى التفكير دائمًا بالمخاطر المستقبلية التي يمكن أن تحدث وعدم الإعتقاد أن ذلك لم يحدث أبدًا، ووضع خطة استباقية لمواجهة أي مخاطر يمكن أن تحدث.

هذه بعض الحلول ولكل شركة أو منظمة خصوصيتها.

الخلاصة

أثر البطيخ هو ظاهرة تنتج عن عدم القدرة على تفسير نتائج الأعمال ومؤشرات الأداء الرئيسية والتي تظهر بعدم وجود مشاكل أو معوقات للاداء، إلا أن الحقيقة هي خلاف ذلك.

تختلف أسباب أثر البطيخ من مؤسسة إلى أخرى، وعلاجها أيضا يختلف بحسب نوع المنظمة وطبيعة المهام فيها، ذكر في المقال بعض الأسباب والحلول التي قد تساعد على علاج المشكلة.

أثر البطيخ

Sana Omar

محاضرة مستقلة في إدارة الأعمال ومدربة دولية معتمدة من مركز تنمية أعضاء هيئة التدريس جامعة القاهرة – جامعة ميزوري الأمريكية، ومقيمة معتمدة في تقييم الإبداع الكامن من المركز الدولي للتربية الإبتكارية ICIE – ألمانيا.