You are currently viewing سياسة العصا والجزرة: أداة الترهيب والترغيب
Neoclassical_Velocity.JPG: Unitfreak Carrot.svg: Nevit Dilmen (talk) Stick.svg: Nevit Dilmen (talk) derivative work: Nevit Dilmen (talk) - Neoclassical_Velocity.JPG Carrot.svg Stick.svg

سياسة العصا والجزرة: أداة الترهيب والترغيب

سياسة العصا والجزرة جاءت من مشاهدة علاقة بين رجل وحماره .. كان الرجل يجد صعوبة بالغة في أن يسوس حماره كما يريد كون الحمير قد تصبح كثيرة العناد، فقرر استخدام العصا بشكل مختلف مع حماره إذ كان الضرب لم يعد يفيد مع الحمار فقد يتسلخ منه الجلد ويتقرح جسده دون أن يتزحزح عن موقفه بل يبالغ في عناده أكثر فأكثر.

قرر أن يربط جزرة على طرف العصا ويستخدم سياسة الثواب بدل العقاب أو سياسة الترغيب بدل الترهيب، ثم ركب حماره ومد رأس العصا أمام الحمار حيث تتدلى الجزرة فرآها الحمار فأصبح يجد ويجتهد في السير مسرعاً رغبة منه في الوصول إلى تلك الجزرة ونيل الجائزة إن هو نجح في إرضاء صاحبه.

وهذا ما فطن إليه سائر المديرين منذ ذلك الحين في سياسة العصا والجزرة، إلا أن المدير الناجح من بينهم يتوازن بين الترغيب والترهيب، الجزرة دون العصا تجاه موظفيه إن أحسنوا وأبدعوا، والترهيب المتدرج بدءاً بالتنبيه والحزم لمن عن عمد أو تكاسل وتهاون في أداء واجبه.

لكن إن كنت مديراً، حاذر من ظلم وجرح موظف أو إهانته بخطأ لم يقصد فعله أو كان ناتجاً عن محاولة إبداعية منه لتحسين أداءه في العمل، بل على العكس شجعه ووقف بجانبه وتحمل معه المسؤولية، وذلك حتى لا يتحول موظفوك إلى موظفين لا يشاركون في عمل ولا يبدعون إلا إن وجدوا الجزرة، ولا يحاولون تجربة أي جديد أو تطوير أداء العمل خوفاً من العصا.

إن استخدام هذه السياسة يحتاج إلى حكمة بالغة، وتجاوز في بعض الأمور مع إيضاح الأخطاء لتجنبها.

دمتم هانئين بأكل الجزر دائماً..

Sana Omar

محاضرة مستقلة في إدارة الأعمال ومدربة دولية معتمدة من مركز تنمية أعضاء هيئة التدريس جامعة القاهرة – جامعة ميزوري الأمريكية، ومقيمة معتمدة في تقييم الإبداع الكامن من المركز الدولي للتربية الإبتكارية ICIE – ألمانيا.