Site icon HRM WAY

رحلة النموّ عبر الشدائد

الإعلانات

تخترق الشدائدُ تربةَ نفوسنا، تُحرثُها وتُنقيها، لتُزهرَ بذورَ الإيمانِ والعزيمةِ. ففي رحلةِ الحياةِ، لا نَسلمُ منَ الصعابِ والتحدياتِ، بل هيَ جزءٌ لا يتجزأُ منَ مسارِنا نحوَ النموّ والتطورِ.

عندما يأخذنا الغلو بأنفسنا ونعتقد بأننا ملكنا الكون، تُعيدُنا الشدائدُ إلى جوهرِ أنفسنا، وتُعرّفُنا على نقاطِ قوتِنا وضعفِنا. ففي خضمّ التجاربِ الصعبةِ، نُدركُ قيمةَ أنفسنا وقدراتِنا، وحجمنا الحقيقي، ونُصبحُ أكثرَ قدرةً على مواجهةِ التحدياتِ.

تُوقظُنا الشدائدُ من سباتِ الغفلةِ والكسلِ. ففي مواجهةِ الصعابِ، نُصبحُ أكثرَ يقظةً ووعيًا، ونُدركُ أهميةَ العملِ الجادّ والسعيِ لتحقيقِ أهدافِنا.

وتُعيدُنا الشدائدُ إلى بابِ التوبةِ وشحذِ الهمةِ، فنُصبحُ أكثرَ إيمانًا وتوكّلًا على اللهِ. ففي مواجهةِ الصعابِ، نُدركُ حاجتنا إلى رحمةِ اللهِ وعونِهِ، ونُصبحُ أكثرَ عزمًا وإصرارًا على تحقيقِ أهدافِنا.

ولكن لا تُفتحُ أبوابُ النصرِ إلا للنفسِ التي لا تُماري عِلّاتها، ولا تدعُ المثالبَ تأكلُ بذورَ صلاحِها. ففي رحلةِ النموّ عبرَ الشدائدِ، يجبُ علينا أن نُواجهَ عيوبَنا ونُحاسبَ أنفسَنا، وأن نُحافظَ على بذورِ الخيرِ والإيمانِ في قلوبِنا.

ففي رحلةِ الحياةِ، لا نُقاسُ فقط بما نحقّقُهُ من إنجازاتٍ، بل بما نتعلمُهُ من تجاربَنا ونُطورُهُ من أنفسِنا. فالشدةُ فرصةٌ للنموّ والتطورِ، والشدائدُ كأمشاطِ المحراثِ، تُحرثُ الأرضَ لتُنبتَ وتُزهرَ.

Exit mobile version