كيف نكتسب المهارات ؟ تعرف على سلم المهارات حتى تصل لما تريد

 لترتقي في مهارتك يجب أن تعي كيف تتدرج للوصول إليها، فليس الأمر بالتمني ولكن بالصبر والاستمرار والانضباط على ممارسة ما ترغب في اكتسابه من مهارات.

يمر جميعنا بأربع مراحل لاكتساب المهارات تسمى سلم المهارات وهذه المراحل كما يلي:

المرحلة الأولى: مرحلة اللاوعي ولا مهارة

المرحلة الثانية: مرحلة الوعي ولا مهارة

المرحلة الثالثة: مرحلة الوعي والمهارة

المرحلة الرابعة: مرحلة اللاوعي ومهارة

أحب أن أدمج الشرح دائماً بمثال عملي نمشي معه حتى نصل ونفهم الموضوع بتفاصيله.

لنفترض أنك ترغب في تعلم مهارة التفاوض، وهي مهارة غاية في الأهمية في وقتنا الحالي، لعقد الصفقات وإبرام العقود، حتى إن كنت ترغب في الحصول على أي شيء في هذه الحياة فلابد أن تكون مفاوضاً جيداً ومتحدثاً لبقاً، لتتمكن من خوض أي حوار أو نقاش والخروج منه بنتيجة مرضية.

إذن كيف نمر بمراحل اكتساب مهارة التفاوض؟ دعنا نرى.

المرحلة الأولى: مرحلة اللاوعي ولا مهارة

إن أول تفكيرك في هذه المهارة وأول خطوة تخطوها لاكتساب مهارة التفاوض هي مرحلة اللاوعي ولا مهارة، فأنت لا تعرف الكثير عن مهارة التفاوض وترغب في التعلم، ومما لا شك فيه أن ما لا تعرفه لا تملكه.

وبالتالي أنت لا تمتلك مهارة التفاوض، ولكن لديك الرغبة في اكتسابها وتنميتها، وهنا تبدأ بالبحث عن أساليب التعلم لهذه المهارة وكيف يمكن الحصول عليها.

المرحلة الثانية: مرحلة الوعي ولا مهارة

في هذه المرحلة يفترض أنك تسعى جاهداً لتعلم ومعرفة المزيد عن مهارة التفاوض، بمختلف الطرق المتاحة مثل الالتحاق بدورة تدريبية أو قراءة كتب تتحدث عن هذه المهارة، أو ربما قد تسأل شخص تجده خبيراً في هذه المهارة وتتعلم منه.

 هنا يبدأ الوعي بمهارة التفاوض يتكون لديك بتراكم المعرفة التي بحثت عنها وتعلمتها، لكن المهارة لم تمارس بعد فلا يمكن أن نقول بأنك قد اكتسبتها وأصبحت تتقن مفاتيحها.

وللأسف هذا ما يحدث للكثير ممن يراكمون الشهادات التي حصلوا عليها من دورات تدريبية عدة، يفترضون أن بحصولهم على الشهادة قد امتلكوا للمهارة ولكن هذا غير صحيح.

حصولك على ورقة كرتونية تسمى شهادة لا تعني أنك تستطيع أن تقوم بما هو مكتوب فيها، إنما أفعالك ونتائج أعمالك هي التي يجب أن تثبت ذلك.

المرحلة الثالثة: مرحلة الوعي والمهارة

تبدأ المرحلة الثالثة بتطبيق كل ما تعلمته، فقد كونت خلفية جيدة في الموضوع وتعرفت على الطرق والأساليب التي يجب اتباعها عن التفاوض وكيف يمكن أن تخرج رابحاً في أي صفقة أو حوار.

إن تطبيقك لكل ما تعلمته يساعد على تشكل المهارة لديك، وكلما مارست الأدوات والطرق التي تعلمتها كلما زادت موهبتك وزادت براعتك واحترافيتك في المهارة.

هنا نستطيع أن نقول إنك تمتلك هذه المهارة وفي طريقك للترقي فيها والانتقال من مرحلة المبتدئين إلى المحترفين، وأعلم أن ذلك لن يحدث إن لم يدعم بالممارسة والانضباط على التطبيق.

على سبيل المثال، اللاعب الرياضي لا يستطيع أن يكون متألقاً وماهراً في الرياضة التي يلعبها إن لم يتدرب عليها باستمرار ويخصص وقت محدد لها.

والمذيع في البرامج التلفزيونية يقضي ساعات طويلة يطور من مهاراته في الإلقاء والحديث ومخارج الصوت ونبرته، وهكذا أي مهارة تحتاج لاهتمام وعناية.

المرحلة الرابعة: مرحلة اللاوعي ومهارة

المرحلة الرابعة هي مرحلة الخبرة ومرحلة اكتساب المهارة بشكل صادق وحقيقي حتى تصقل وتصبح لامعه لا تخفى على أحد ممن يراك ويشهد أعمالك ويجزم بأنك تمتلك هذه المهارة.

هنا تصبح المهارة تلقائية وتصدر منك بعفوية وكأنك ولدت بها وموجودة في جيناتك، وتمارسها بلا وعي، فلا تعد نفسك ولا تحضر لممارستها ولا تقلق من الفشل في ذلك.

وأشبه ذلك بتعلم مهارة الطبخ، في البداية نجد أن من يتعلمه يقلق كثيراً من المقادير ويعود أكثر من مرة لقراءة المكونات والخطوات والتعليمات التي ذكرت في كتاب الطبخ أو في الفيديو التعليمي، لكن بعد تعلم كيفية إعداد هذا الطبق وتكراره أكثر من مرة فلا تحتاج لا إلى كتاب ولا معلم ولا لمقادير محددة للمكونات.

لذلك نجد أمهاتنا يتقن وضع الملح والبهار والسكر في الأكل دون تقدير وإنما بالخبرة وتراكم معرفة السنين والممارسة اليومية، بل أنك حتى لو سألتهن عن العزائم وكم مقداراً من الأرز أو الطحين الذي تحتاج سيقدرون ذلك بالعين المجردة لا بمكاييل ولا معايير.

أخيراً، جميل أن ندرك المهارات التي تنقصنا ونسعى لتطويرها وجعلها تعمل بلا وعي لدينا، وأن نتحلى بالصبر حتى نثق بأن المهارة قد تم اكتسابها بالفعل ودون شهادة تثبت ذلك.

سلم المهارات

فيديو

Sana Omar

محاضرة مستقلة في إدارة الأعمال ومدربة دولية معتمدة من مركز تنمية أعضاء هيئة التدريس جامعة القاهرة – جامعة ميزوري الأمريكية، ومقيمة معتمدة في تقييم الإبداع الكامن من المركز الدولي للتربية الإبتكارية ICIE – ألمانيا.