ما الفرق بين التدريب الموجه Coaching والتدريب بالإرشاد Mentoring

التدريب الداخلي أو ما يعرف بالتدريب على رأس العمل On the Job Training أحد أشكال التدريب الفعالة والذي يحقق نتائج سريعة في اكتساب الموظفين مهارات العمل وتطبيقها بشكل مباشر في مكان عملهم.

وللتدريب على رأس العمل عدة طرق منها الرسمية وغير الرسمية، وأحد أهم هذه الطرق هو التدريب الموجه والمعروف بالكوتشنج والمدرب هنا يعرف بالكوتش Coach، والتدريب من خلال مرشد أو ناصح يطلق عليه Mentor.

فما الفرق بين النوعين من التدريب وما فائدة كل نوع، دعنا نكتشف ذلك.

التدريب الموجه Coaching

coaching

يتم التدريب الموجه بشكل رسمي وغير رسمي داخل المنظمة وقد يكون بالاستعانة بمتخصصين من داخل وخارج المنظمة، ولكنه يتم بشكل فردي، بمعنى فرد لفرد.

وقد تعددت التعريفات ولكن الهدف الأساسي هو مساعدة الموظف على فهم سلوكه بشكل أفضل وتنمية مهاراته، وغالباً ما تظهر الحاجة إلى التدريب الموجه عند إجراء تقييمات الأداء سواء الرسمية أو غير الرسمية، أي بعد تحديد نقاط القوة والضعف للموظف.

حيث تم تحديد قدرات الموظف، وينبغي أن يتم عمل خطة للمساهمة في زيادة هذه القدرات واكتشاف الإمكانات الفردية والتركيز عليها من خلال عملية التعلم المستمر والنمو ومواكبة التغيير.

وقد يكون السبب في تسميته بالتدريب الموجه بأنه يعيد توجيه طاقة وقدراته المتدرب لزيادة الحافز لديه في تحقيق أهداف جديدة أكثر طموحاً وتعظيم إمكانياته. 

لذا يتطلب التدريب الموجه بأن يكون المدرب لديه المعرفة اللازمة لاكتشاف قدرات الآخرين وتدريبهم على الاستفادة منها وتطويرها، بالإضافة إلى تحديد أسباب السلوكيات غير المرغوب ومساعدة الموظف على تعديلها.

كما يجب أن يتمتع المدرب الفعال بالقدرة على توصيل المعلومات بكفاءة ويترتب تطوير علاقة الثقة المتبادلة بين المدرب والشخص الذي يتم تدريبه، لما لذلك من أهمية في نجاح العملية التدريبية ونتائجها.

على سبيل المثال، مدير يوجه أحد الموظفين في إدارته في كيفية تنفيذ خطوات مهمة محددة كون لديه خبرة ومعرفة أكثر من الموظف، أو متخصص في مجال معين يوجه أحد الموظفين ليتأكد من أن أدائه في العمل يسير على ما يرام دون أخطاء.

فوائد التدريب الموجه / الكوتشنج

يعتبر التدريب الموجه طريقة فعالة في الأمور التالية:

  • توعية الموظفين بمدى جودة أدائهم، من خلال النقاشات الفردية بين المدرب ( الكوتش ) والموظف وتحديد نقاط الضعف في الأداء ومحاولة علاجها.
  • يساعد على التفويض بحيث نضع الموظف في مواقف وتجارب جديدة تمكنه من تعلم كيفية تنفيذ مهام ذات قدرات أعلى والتأكد من فهمه ومعرفته لما يجب القيام به.
  • استغلال المواقف الصعبة والمهمة كفرصة لتعزيز تعلم الموظف على كيفية التصرف ومعالجة الأمور.
  • تشجيع الموظفين على محاولة حل المشكلات ذات المستوى الأعلى وعدم الخوف من ذلك.

نموذج GROW

يعتبر نموذج GROW  من النماذج المستخدمة في عملية التدريب الموجه أو الكوتشنج، حيث يشير كل حرف إلى عنصر أساسية لإتمام عملية التدريب، وهي كما يلي:

هدف التدريب (Goal (G

يشير الحرف “G” إلى الهدف، بمعنى ماذا تريد أن تحقق؟ والذي يجب التعبير عنه بعبارات محددة قابلة للقياس تمثل خطوة ذات مغزى نحو التطوير المستقبلي للموظف ويمكن استخدام نموذج سمارت لصياغة الأهداف SMART Goals.

التحقق من الواقع (R) Reality

يشير الحرف “R” للواقع، والذي يمثل الإجابة عن سؤال أين أنت الآن؟، أي دراسة الوضع الحالي وتحديد نقاط القوة والضعف والموارد والإمكانات الحالية، التي تساعد في الوصول إلى تحقيق الهدف.

توليد الخيارات (O) Option and Obstacles  

يشير الحرف “O” لتوليد الخيارات، بمعنى تحديد أكبر عدد ممكن من الحلول اللازمة لتحقيق الأهداف، كما ويشير أيضاً الحرف  “O” إلى Obstacles أي العوائق، إشارة إلى أن الطريق في تحقيق أي هدف تحفه بعض الصعوبات والعوائق والمشكلات التي تمنع الوصول للهدف، والتي يجب تحديدها والعمل على علاجها.

الإرادة والمضي إلى الأمام (W) Will and Way Forward

الحرف “W” يشير إلى الإرادة والمضي إلى الأمام، من خلال وضع خطة متفقة بين الكوتش والموظف والإلتزام بها، ولا شك في أن يكون هناك متابعة من قبل الكوتش للتأكد من أن الفرد الذي يتم تدريبه ملتزما بالعمل.

إن النجاح في عملية الكوتشنج تعتمد على فهم دورك كمساعد للفرد على التعلم من خلال معرفة مستواه الحالي من المعرفة والمهارات أو السلوك الذي تحتاج إلى تعديل حتى يؤدي عمله بشكل مرضي، ولا تخلو العملية من تقديم التغذية الراجعة حول كيفية أدائه في العمل.

ويجب ملاحظة أن عملية الكوتشنج هي عملية تشاركية بين الكوتش والموظف، والتي يتم الاعتماد فيها بالأساس على نقاط القوة التي يمتلك الموظف لتعزيزها  وتطويرها، وهكذا يأخذ التدريب بشكل عملي للتركز على الأداء الشخصي والذي يلعب دورا مهمًا ويؤثر على أداء المنظمة.

التدريب بالإرشاد Mentoring

Mentoring

الإرشاد أو النصح هو أسلوب إداري يعتمد على التوجيه والتطوير المهني للموظف، بعبارة أخرى، يمكن القول أن الإرشاد هو علاقة بين شخص يتمتع بمستوى أعلى من المعرفة والخبرة وآخر لديه مستوى أقل من الخبرة، لزيادة كفاءته، مع العلم أنه يتم اختيار الأفراد الذين سيتم تدريبهم بعناية ممن لديهم صفات متميزة في العمل.

وقد يكون الإرشاد مكملا  للتدريب الرسمية من خلال متابعة المتدربين وتوجيههم من قبل المديرين ذوي الخبرة الأعلى.

لذلك ، يركز الإرشاد على المهارات التي يستخدمها المرشد لتطوير من المتدرب، بحيث يؤدي المتدرب مهامه حتى يصل إلى إمكانات تحقق له التقدم الوظيفي، بمعنى أن الإرشاد يركز على مهنة الموظف، والذي تم تحديده على أنه متميز وذو مستوى عالي الأداء ويتمتع بمواصفات وظيفية تؤهله للتقدم في مساره المهني.

ما هي فوائد المرشد؟

تبرز أهمية التدريب بالإرشاد في عدة نقاط يمكن توضيحها فيما يلي:

  • تقديم المشورة والمساعدة من متخصصين بشكل فعال.
  • المساعدة في وضع برامج للتطوير الذاتي أو المهني.
  • تقديم إرشادات حول كيفية اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة للقيام بعمل جديد.
  • المشورة بشأن التعامل مع أي مشاكل إدارية أو فنية أو المتعلقة بالتعامل مع الآخرين والتواصل معهم بطريقة مهنية، خاصة في المراحل الأولى من حياتهم المهنية.
  • التوجيه والإرشاد حول ثقافة المنظمة والسلوكيات المتوقع بداخلها والحصول على المعلومات اللازمة عن كيفية تنفيذ مجريات العمل داخل المنظمة.

غالباً ما يتصف المرشدون بشخصية أبوية تتبنى المساعدة لمن حولهم ودعمهم بشكل دائم، ويتمتعون بقدرة عالية على الاصغاء جيداً لمشاكل الآخرين والاهتمام بأهدافهم ومناقشتها، إلا أنه قد يتم ذلك بطريقة خاطئة أو غير فعالة لذا يجب تدريبهم على هذا الدور المهم والفعال.

وإن كنت مديرًا أو رئيساً قد يُطلب منك العمل كمرشد، لذا يجب عليك الاستعداد لذلك أو يمكن الاستعانة بمرشد أخرى لديه القدرة والمهارة للتعامل مع الموقف أما من داخل المنظمة أو خارجها.

ما هي مزايا الإرشاد وعيوبه

المزايا

  • يتم على المدى الطويل وبما يوفر فرص التعزيز للتطوير والتغيرات المطلوبة.
  • هناك مرونة كبيرة في تنظيم الاجتماعات وجدولتها بين المرشد والمتدرب بما تسمح ظروفهما وجدولهما الزمني.
  • اتباع الطرق المتوفرة للمرشد والمتدرب دون اشتراط التواجد الجغرافي، فربما يتم التدريب من خلال الهاتف أو وسائل التواصل المرئية عبر الإنترنت.

العيوب

  • قد يستغرق الأمر وقتًا أطول لرؤية النتائج والتغييرات في المهارة أو السلوك.
  • إذا كان المرشد شخصاً لديه مهام ومسؤوليات كثير وجدول أعماله مزدحم، قد يكون من الصعب تواجده بشكل يسمح له بتدريب الموظف لديه أعمال.
  • قد يكون من الصعب تتبع النتائج.

الخلاصة

أخيراً يمكن القول إن التدريب الموجه أو الكوتشنج هو تدريب يتم إما بشكل رسمي أو غير رسمي ويستلزم عدة جلسات تدريبية لتعزيز نقاط القوة للموظف أو معالجة بعض المشاكل المهنية التي يواجهها وتأهيله لتحمل أعباء أكبر ومهام أعلى في المستوى، أم التدريب بالإرشاد أو المنتورينج يتم لإرشاد الموظفين خاصة الجدد بمهارات مهنية متعلقة بالعمل الحالي من قبل أحد الخبراء أو ذوي الخبرة العالية في المجال.

Sana Omar

محاضرة مستقلة في إدارة الأعمال ومدربة دولية معتمدة من مركز تنمية أعضاء هيئة التدريس جامعة القاهرة – جامعة ميزوري الأمريكية، ومقيمة معتمدة في تقييم الإبداع الكامن من المركز الدولي للتربية الإبتكارية ICIE – ألمانيا.