ليس من نوعية كتابتي أن أقدم مراجعة أو تقييم للأفلام، لكن فيلم Soul بكل ما يحويه من معاني حياتية كبيرة، وضعت في قصة بسيطة تمثل كل شخص فينا.
جسدت معنى الأهداف والغايات، الحياة والموت، والسعادة والشقاء، والطموح والشغف، والتعلق والارتباط وفك الارتباط.
معاني نادراً ما يفهمها أغلبنا، ونجد أنفسنا نعارك الحياة دون أن ندرك معناها الحقيقي ودون أن نتمعن لأسلوب حياتنا وكيف يجب أن نعيش.
يحكي فيلم Soul قصة المدرس “جو” الذي يعمل مدرس لفرقة موسيقية في المدرسة، والذي لم تسر حياته بالطريقة التي توقعها، شغفه الحقيقي هو موسيقى الجاز، ولكن عندما يسافر إلى عالم آخر – بين الحياة والموت – لمساعدة شخص ما في العثور على شغفه، سرعان ما يكتشف معنى أن يكون لديك روح.
الروح تعرف ما تريد، ولكي تعيش الحياة أترك لروحك مجال بأن تعيش.
الحياة ما هي إلا لحظات، لحظة مع أخرى تكون دقيقة فساعة فيوم فأسبوع فشهر فسنة فسنيين فالعمر.
إن لم تشعر بكل لحظة وتستمتع وتشعر بها بحلوها ومرها، فقد فاتتك الحياة، وضيعت العمر.
أتذكر أني سمعت لدكتور إيهاب فكري تسجيلاً عن أننا يجب أن نعمل في وقتنا الحاضر ولا ننظر للماضي ولا المستقبل إلا في أوقات معينة، فالماضي نأخذ منه الدروس والعبر فقط ولا نحمل نفسنا بما فات، فما مضى فقد مضى، لن يفيدك بشيء، والمستقبل هو لرؤيتك ووضع خططك لها ثم نأخذ بالأسباب والعمل بها في الحاضر.
وقد أعجبني كثيراً تشبيهه للفكرة بافتراضه أننا نعيش بين بابين أحدهما خلفك ويمثل الماضي، والأخر أمامك ويمثل المستقبل، وأنت تعمل في المنتصف.
تفتح الباب الذي خلفك قليلاً وترى ما فيه من ذكريات ودروس ثم تغلقه تماماً وتعمل في الحاضر.
وتفتح الباب الذي أمامك قليلاً أيضاً وترى ما يمكن عمله في المستقبل ثم تغلقه تماماً وتشغل نفسك بالحاضر.
لكن الحاصل أن أغلبنا للأسف ينسى الحاضر، وتلبسه أحزان الماضي، ونجتر كل الذكريات المؤلمة لنظلم حاضرنا، والبعض الآخر يعيش في أحلام المستقبل يملأ نفسه بالقلق والتفكير الزائد الذي لا يفيد إلا بإرهاق الجسد والعقل دون التقدم السلس والسريع، فيشعر الإنسان بالإحباط والضياع.
ولكن لو عدنا لفكرة فيلم Soul فأكثر ما يركز عليه هو الارتباط بالأهداف لتحقيق الشغف والذات.
إن التعلق الزائد لما نريد تحقيقه يعمينا عن متع الحياة، ويولد العراقيل والصعاب لتحقيقها، فتصبح هماً ليلاً ونهاراً، حتى إذا ما اعتقدنا بقرب تحققها وجدناها بعدت من جديد.
وبالمقابل، فإن العيش دون شغف أو هدف يجعلك تعيش في ظلام أيضاً تتخبط في الحياة ولا تعرف ما تفعل ولا تعرف لماذا تفعل ما تفعل.
توازن في حياتك وأعطي كل جانبٍ منها حقه، وأعمل بالأسباب وتوكل على الله في جميع أعمالك.
وأعلم أن رسالتك هي أن تعيش الحياة بكل معانيها، وشغفك هو عمل يجب أن تؤديه كل يوم.
أنصح بمشاهدة الفيلم وأنتظر تعليق برأيكم فيه.