نسعى جميعاً لحياة أفضل ونستاء من تعثرنا في الطريق، في حقيقة الأمر عندما نعود إلى الماضي ونتذكر الأحدث نجد أن أغلب متاعبنا في الحياة كانت بسبب قرارات خاطئة اتخذناها بالإضافة إلى عادات سيئة اعتدتنا عليها ولم نتخذ قراراً صارماً بتركها.
العكس صحيح كل حدث جميل أو إنجاز باهر كان بسبب قرار صائب اتخذناه أو عادة سيئة تركناها.
قرار يلحقه قرار آخر، وكل منها يحدد مصيرنا وطريق حياتنا.
كلها خيارات في حياتنا ونحن من بيده أخذ القرار، في طريقة التفكير والتصرف وردود أفعالنا نحو المواقف.
إن الناجحين لم يكونوا ناجحين إلا بسبب اتخاذهم القرارات الصحيحة في الوقت المناسب، ولم يستسلموا باتخاذ قرار اليأس أو كسل والاستسلام.
ربما تكون أحياناً الرؤية ضبابية وغامضة لكن كلما عزمت وتوكلت وسرت على خطوات ثابتة صحيحة كلما اتضحت الرؤية وانقشع الضباب وباتت الأمور واضحة كوضوح الشمس.
يبقى السؤال الأهم كيف نأخذ القرار الصحيح؟ في عالم تضاربت فيه الأمور، والتبس الحق بالباطل، ولم نعد ندرك الصواب والخطأ.
كيف نأخذ القرار الصحيح؟
دعني أحدد بعض النقاط التي قد تساعدك على تحديد خياراتك واتخاذ القرار بصددها.
المحتويات
أولاً: الوضوح
يجب أن تعرف ماذا تريد؟ وطريقة تنفيذه بمعنى تحديد خطة مناسبة توضح الطريقة التي ستصل بها إلى هدفك ولتكن واضحة المعالم والخطوات، لا تعتمد على العشوائية.
وليس كذلك ما أعنيه بخطة أن تكون كخطة التشغيل في الشركات، فأنت لست بآلة تعمل دون مشاعر أو أحاسيس وإنما أنت بشر، لك من الصفات والطباع والمشاعر والأفكار ما يكفي لأن يوقفك عند كل خطوة تريد أن تخطوها.
لذا افترض أن عليك أولاً أن تبدأ بقناعاتك اعتقاداتك عن نفسك وعن قدراتك وتحطم ما هو سلبي وتعزز ما هو إيجابي، وهذا هو أول قرار صحيح تأخذه في خطة حياتك الجديد.
لتكون واضحاً، يجب أن تكون صريحاً مع نفسك، شفافاً من الداخل، تسمع لصوتك الداخلي الحكيم، وليس الصوت السلبي الذي يعيقك عن التقدم.
قد تواجه بعض الصعاب ولما لا، طريق تحقيق الغايات ليس مفروشاً بالورود.
ثانياً: الانضباط مهما كان الأمر صعباً
نستسلم غالباً في أول الطريق ولا نستمر، لأننا لا نتحلى بالصبر والذي يعني الانضباط لفترة كافية حتى نرى النتائج التي نصبو إليها فليس كل شيء يحدث بضغطة زر ولا بعصا سحرية.
نقف عند أول مشكلة أو عقبة ونقول لا، الأمر صعب ولن أستطيع القيام به، في حين أن كل الأمور صعبة حتى البسيطة في نظر صاحبها هي صعبة في نظر غيره. والحقيقة أن كل الأمور بسيطة وسهلة الوصول إليها إن أعطيتها وقتها الكافي والانضباط اللازم بصبر وتأن.
ثالثاً: تحدى نفسك
ضع نفسك في مواقف لم تعتد عليها، مغامرات لم تجربها لتكتشف العالم من حولك، وترى ما لم تكن تعلم.
إن خبراتنا لا تتكون من تكرار ما نعمل كل يوم وإن كان ذلك يجعلنا ماهرين في ما نعمل، لكن من وجهة نظري المتواضعة أن الخبرة تتكون حسب عدد المواقف التي واجهناها والناس الذين تعاملنا معهم واشتركنا في أنشطة أو أعمال أو فعاليات معهم.
احتكاكنا بالغير وذهابنا لأماكن جديدة يفتح لنا الأبواب ومدارك الفهم والوعي بما يسمح لنا بتوليد أفكار جديدة وتكوين علاقات مختلفة وتغيير نمط حياتنا الروتيني والذي قد يشكل دائرة راحة تجعلنا نخاف مما يكون خارجها.
رابعاً: قل لا
كم هي صعبة كلمة “لا”، يصعب قولها لكل ما يعطل حياتنا ويلهينا عن الطريق الصحيح، خاصة في هذا العصر والذي كثرت فيه المشتتات، فلا يمر يوم إلا وتأتي على مسائه لتدرك أنك لم تفعل شيئًا مهماً يذكر.
تصفحك لمواقع التواصل الاجتماعي والانشغال برؤية ما فعله أصدقاؤك والمشاهير وأنت تقف حيث أنت.
قل لا لكل ما يلهيك، أنت صاحب القرار، ويجب أن تختار بين ما ينفعك ولا يضرك.
فليس كل شيء مهم وليس كل شيء يعنيك، وأنت من يمكنك الحكم على ذلك.
أخيراً اتخاذك القرار بأن تحيا كما تريد وتعمل ما هو صحيح هو بيدك لكن عليك أن تكون جديراً ومسؤولاً عن هذا القرار.