ظهر حديثاً مصطلح إدارة الموارد البشرية الخضراء (Green Human Resources Management) وإندرج تحته مفاهيم أخرى مثل الموظفون الخضر (green employees) أو الوظائف الخضراء (green jobs) أو المهن الخضراء (green careers) وأصبحت شائعة الإنتشار.
فما هي إدارة الموارد البشرية الخضراء؟
يشير مصطلح إدارة الموارد البشرية الخضراء إلى مساهمة سياسات وممارسات إدارة الموارد البشرية في الحفاظ على البيئة، بتحديد إتجاهات ومساهمة الشركة في حماية الموارد الطبيعية والمحافظة عليها. بمعنى تتبنى سياسات وممارسات تشجع المبادرات الخضراء من خلال زيادة وعي الموظفين وإلتزامهم بقضايا البيئة المستدامة.
ماهي هذه الممارسات ؟
تشمل الممارسات الخضراء للموارد البشرية جميع ممارساتها التقليدية مع تحديث سياساتها بما يتعلق بالإدارة البيئية، فيصبح التوظيف هو التوظيف الأخضر، والتدريب والتطوير الأخضر، وإدارة الأداء الأخضر، والتعويضات الخضراء. بمعنى أخرى دمج إدارة البيئة بأهداف وممارسات إدارة الموارد البشرية.
ويمكن لإدارة الموارد البشرية الخضراء القيام بمبادرات صديقة للبيئة من خلال سلسلة من الأنشطة منها الكتابة والحفظ الإلكتروني مما يخفف من استخدام الورق وبالتالي الحفاظ على الأشجار في الطبيعة، والمشاركة في نقل موظفيها بشكل جماعي بوسائل مواصلات خاصة بها مما يخفف من استخدام الموظفين لسيارتهم وبالتالي التخفيف من استخدام الطاقة والتلوث البيئي، ويمكن أيضاً عقد الاجتماعات والمؤتمرات الالكترونية ومشاركة والتدريب عبر الإنترنت، وساعات العمل المرنة أوالعمل من المنزل، كل ذلك يخفف من معدلات السفر والإزدحام والتلوث وما يصاحب ذلك من إهدار للموارد.
وتكمن أهمية إدارة الموارد البشرية الخضراء في تعزيز التوجهات العالمية لبرامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمة العمل الدولية لزيادة الفرص الإنتقال العادل إلى اقتصاد أخضر وتوفير وظائف خضراء.
ولا يقتصر إهتمام الشركات بالإدارة الخضراء على إدارة الموارد البشرية فقط إنما تمتد إلى عمليات الإدارة الأخرى، كالتسويق الأخضر، والعمليات الخضراء، وإدارة سلسلة التوريد الخضراء، والمحاسبة والتمويل الأخضر، وهي بذلك تحمل نظرة شمولية من أجل موائمة الموظفين مع الأستراتيجية البيئية للشركة.
فتلعب إدارة الموارد البشرية الخضراء دور حيوي في تجهيز وتدريب الموظفين لذلك مما يساعد على التوصل إلى قدر كبير من الفائدة على جميع المستويات الموظفين والشركة والبيئة. وتوفير بيئة عمل خالية من التلوث أثناء تأدية مهام عملهم عبر تنمية سلوك المواطنة البيئية لديهم.
وهناك عدد من المزايا التي يمكن للشركة تحقيقها نتيجة إدخال إدارة الموارد البشرية الخضراء في العمل، كتخفيض الأثر البيئي للشركة مما يحسن من صورة الشركة لدى الجمهور، ويحسن القدرة التنافسية لها ويحسن من الإنتاجية والعوائد المستدامة للمستثمرين، وهي استجابة أيضاً للتوقعات الحكومية والعالمية للإستدامة.
سنتحدث إن شاء الله في المقالات القادمة كيف تصبح كل وظيفة من وظائف الموارد البشرية خضراء.