You are currently viewing الأهداف الذكية من Smart  إلى Smarter ماذا عن (Smartest)

الأهداف الذكية من Smart إلى Smarter ماذا عن (Smartest)

يهل علينا العام الجديد 2020 ونعقد العزم له بأماني ونوايا جديدة، ونحن نودع عام 2019 تجد نفسك تودع جزء من حياتك، عام مضى من عمرك وقل رصيدك من السنين المتبقية لديك.

ماذا عملت في هذا العام؟، يجب أن نراجع لما تحقق في هذا العام، مهما كان عاماً سعيداً أم غير ذلك.

إن كانت هناك إنجازات فلنحفل بها، وإن لم يكن، لن نبكي على اللبن المسكوب، بل سنمضي قدماً، بحثاً عن هدف جديد في عام جديد وسعيد.

تعال لنحدد أهدافاً أكثر ذكاء للعام الجديد.

تعلمنا في علم الإدارة أن نحدد أهدافنا بطريقة ذكية وأسموها الأهداف الذكية (Smart Goals)، بحيث يرمز كل حرف من حروف كلمة (SMART) على كلمة تدل على مكون رئيسي من مكونات أي هدف، وتفصيل ذلك كما يلي.

صفات الأهداف الذكية (SMARTEST GOALS)

هدف محدد(Specific)

يجب وصف الهدف وتحديد الشيء المراد إنجازه بدقة، وتأكد يا عزيزي أنك فعلاً ترغب وعازم على تحقيق هذا الهدف، فنحن بحاجة ماسة إلى غربلة أمانينا وتحديد ما نرغب بتحققه بصدق وعزم، لأننا أصبحنا في عالم فوضوي، تكثر فيه المروجات والجاذبات، فتصبح في تيه وحيره لا تعرف ما الذي تريده.

ترى أحد زملائك وقد نشر في أحد منشوراته أنه قد حصل على الشهادة الفلانية ومن الجامعة العلانية الدولية، فتصيبك حسرة قوية، وتعزم على الحصول على هذه الشهادة.

وترى أخر قد ترقى في عمله، تصاب بالغبطة وتسعى بتحديد هدف أخرى بأنك ترغب في الترقية.

ثم ترى ثالث وقد سافر إلى بلاد أجنبية، فتتعجب من ذلك وتضع هدف ثالث بأنك عازم على السفر و العيش في بلاد أخرى.

يا أخي، هم قد أختاروا ما يريدون وسعوا في تحقيقه، أما أنت فقمت بتقليدهم، ولذلك لا تستطيع تحقيق جميع هذه الأهداف ولن تستمر بها لأنها ليست أهدافك .

حدد ماذا تريد أنت، ما الذي تحتاجه فعلاً، ولماذا؟ وضع على لماذا مائة خط، لأنها هي التي ستثير فيك حماس الأستمرار في طريق تحقيق أهدافك.

لماذا؟ تبحث عن السبب الذي لأجله بدأت هذا الطريق، لماذا؟ تذكرك بالنتيجة من كل ما ستعانية خلال رحلتك، لأن رحلة تحقيق الهدف غالباً غير مزينة بالورد، بل ستجد فيها المشقة والتعب والسهر ومقاومة الكثير من المشتتات والمغريات.

ولكن عندما تتذكر (لماذا أنت في هذا الطريق؟)، سيصبح التعب متعة، والمشكلات مغامرات، والعقبات والتلال الشاهقات من العمل والمخاطر هي رحلات استكشافية تكتشف فيها مهاراتك وتبني بها خبراتك ومعارفك.

أن يكون الهدف قابل للقياس (Measurable)

يُعرف في علم الإدارة أن ما لا يمكن قياسه لا يمكن إدارته، وبالمثل فإن الهدف لابد وأن يكون قابلاً للقياس، أي قياس مدى التقدم الذي نحرزه في هذا الهدف، كم خطوة خطوناها، أو كم نسبة تحقق هذا الهدف.

يمكن تحديد ذلك بالوقت كالأيام أو الشهور مثل القيام بتقييم دوري لأداء الموظفين في إدارتي بشكل اسبوعي لمتابعة ما تم إنجازة من المهام وقياس مدى تحسن الأداء، أو بالكم كتحقيق زيادة في مبيعات بنسبة 50%، أو الإثنان معاً الوقت والكم مثل زيادة نسبة المبيعات بنسبة 15% كل ثلاثة شهور.

أن يكون الهدف قابل للتحقق (Achievable)

يجب أن يكون هدفك منطقياً، وواقعياً، ولا يعني ذلك عدم الإبداع والخروج عن الصندوق ولكن يجب أن يكون هدفك في حدود إمكانياتك، بمعنى أنك قادر على وضع خطة بخطوات محسوبة للوصول للهدف.

وكلما ارتقيت في الهدف ، كلما وسعت أفقك أكثر، فتحقيق الأهداف بحكمة وتأني وبخطوات ثابته، أفضل من ضربات الحظ والقفز قفزة واحد، ذلك يُشعرك بالإرتباك وعدم القدرة على التصرف والتأقلم مع الوضع الجديد.

 أن يكون الهدف ذو صله (Relevant )

يجب أن يكون الهدف مرتبط بأهتمامتك ورغباتك، ينسجم مع مهاراتك ومعارفك وخبراتك، ينتظم مع مجموعة الأهداف الأخرى في جميع مجالات حياتك، حتى لا يأخذ كل وقتك وتركيزك، فتهمل ما تبقى من حياتك.

من الجميل تنظيم الأهداف لتصب في مصب واحد، وهي رسالتك الحقيقية التي تحيا من أجلها، ولذلك كثير من التفصيل سأعرضه في مقالات لاحقه بإذن الله.

أن يكون الهدف محدد بزمن (Timely)

عدم تحديد وقت زمني للأهداف يجعلها أحلام يقضة، يجب تحديد فترة زمنية معقولة لتحقيق الهدف دون مبالغة في إطالة المدة أو تقصيرها، فهذا يشعرك بالحماس ويسرع خطاك في طريق هدفك.

هنا تنتهي كلمة (Smart) وتم إضافة حرفين ليتم زيادة جعل الأهدف أكثر ذكاء فأصبحت (Smarter)  الأهداف الأكثر ذكاء، ويشار الحرفين الأخيرين إلى التقويم وإعادة التقويم:

التقويم وإعادة التقويم (Evaluate & Re-evaluate)

الأهداف تحتاج إلى تقييم بعد كل فترة لمعرفة مدى الإنجاز في تحقيقها وكيف يمكن تصحيح المسار إن نحرفنا عن الطريق ، خاصة وأننا بشر نخطئ ونصيب، وبالتالي نحتاج بعد كل خطوة نراجع أهدافنا، وقد نضطر إلى تعديلها أو ربما تغييرها. كما أن وصولك للهدف لا يعني إنتهاء المهمة وإنما يجب الحفاظ على ما تم تحقيقه وبناء أهداف جديدة تبنى على ما تم إنجازه. فالحياة لا تنتهي بتحقيق أحد أهدافها ، وإنما تستمر بوضع أهداف جديدة .

وأذكر هنا قصة ظريفة لإحدى الزميلات التي كان حلم حياتها الحصول على سيارة وحددت هدفها بذلك ووضعت الخطط وكيف يمكن توفير المبلغ للحصول على سيارة الأحلام خلال عام، حتى تتخلص من المواصلات العامة وزحمة الطريق، لكنها فوجئت بعد شرائها للسيارة أن الموضوع لا ينتهي عند شرائها إنما هناك مصاريف أخرى تتطلبها السيارة من بنزين وصيانة واهتمام وتنظيف وفحص بشكل دوري، ناهيك عن صعوبة إيجاد مكان لركنها وتكلفة الجراج الذي ستركنها فيه ومصاريف للرخصة والتجديد، وأمور أخرى لم تضعها في الحسبان ولم تستطع تدبير أمرها ووجدت نفسها غير قادرة على تحمل ذلك، وفي الأخير باعتها.. ورأت أن الإعتماد على سيارة أجرة كأوبر أفضل وأرخص وتكون أراحت بالها من فكرة الاهتمام بسيارة خاصة .

كان من الجميل أنها خاضت هذه التجربة، لكن بشكل عام يجب دراسة تبعات أي هدف وماهي المسؤوليات التي ستتحملها عند الوصول للهدف.

الشخص الذي يطمح بالحصول على ترقية، يجب أن يعلم أن معنى ذلك أنه يجب أن يكون أهلاً للمنصب الذي يطمح أن يصل له، وحين يصل يجب أن يتحمل مسؤولية هذا المنصب ويقوم بواجباته على أكمل وجه وليس الاكتفاء بالوجاهه الاجتماعية التي حصل عليها بالقعود على كرسي المنصب دون القيام بتبعات ومسؤوليات هذا الكرسي.

ولنجعل الهدف من الأكثر ذكاء إلى الهدف الأذكى سنلغي حرف (R) طالما وأن مرحلة التقويم تقتضي إعادة التقويم، ولنضيف حرف (S, T) واللذان يشيران إلى :

الدعم (Support)

الإنسان بطبعه اجتماعي، يملّ الوحدة ويرغبة في مشاركة الآخرين، لذا عند رغبتك في تحقيق هدف ابحث عن الدعم.

قد تجد الدعم من المقربين لك كالأهل والأصدقاء، وإن لم تحصل على ذلك لا تستلم ربما لا يشاركونك نفس الإهتمامات، فلا تلمهم لكل منا شخصيته واهتماماته ورغباته، ابحث عن مجتمع تنتمي إليه يسعى جميعهم لتحقيق هدف شبيه بهدفك أو هدف مشترك لكم جميعاً، يدعم بعضكم بعض ويساند بعضكم الآخر، فإذا ما تكاسل أو تراجع أحدكم مد الآخرون له يدهم وشدوا على ساعده ليكمل معهم المسير، ولكن كن حذراً ممن تتأخذ لك عضداً وساعداً واخترهم بعناية.

ولنفترض أنك لم تجد أحد ولم تستطع إكمال المسير بمفردك، فأنصحك بالإستعانة بمختص في المجال الذي تبحث عنه ومع التطور في التكنولوجيا والعلوم العلمية والاجتماعية والنفسية أصبح هناك العديد من المتخصصين في شتى المجالات والذين يعرضون خدماتهم بأجر مدفوع لمساعدة الآخرين على تحقيق أهدافهم.

لا تبخل في الإستثمار في نفسك وتحقيق هدفك، اسأل عن أحدهم واجمع معلومات عنه فإذا اطمأنت فأذهب لاستشارته وخذ بنصيحته.  

الثقة (Trust)

الثقة بالنفس من أهم أسباب النجاح، والثقة بأهدافك والثقة بأهميتها بالنسبة لك من أهم أسباب تحققها.

أشعر بالحزن كثيراً عندما أرى أصحاب العلم والطموح والأحلام الكبيرة لا يثقون بأنفسهم ويشكون في مواهبهم وقدراتهم، وكذلك مِنْ مَنْ يستحقون الترقي والوصول إلى أعلى المناصب بالمعرفة والخبرات التي يمتلكونها ولكنهم يفتقرون إلى الثقة في أنفسهم.

أعلم أن لك شيء في هذه الحياة ولكي تحصل عليه ينبغي عليك أن تخطو خطوات واثقة وثابته حتى تصل، وإلا للأسف لن يحصل شيء ولن يتغير شيء في حياتك، وسترى جميع من حولك يتغيرون وتتغير حياتهم، ويحققون الإنجازات وتحدث تطورات لحياتهم على مستوى جميع النواحي العملية والعلمية والإجتماعية، وأنت لازلت في خطوتك الأولى متردد وخائف، إن لم تثق في نفسك فكيف سيثق بك الآخرون.

غالباً نحب التعامل مع الواثقين لأننا نشعر بالأمان معهم، وهذا ما يحدث في الشركات، تتم الترقيات لمن يستطيعون أن يمثلون الشركة ويسيرون بها بثقة إلى طريق النجاح.

فبالله عليك إن كنت من هؤلاء، فابحث عن مساعدة بسرعة، أذهب لمختص أو ابحث عن دورة تدريبية عن الثقة بالنفس، أقضي وقت مع اُناس واثقين، أو احرص دوماً على المبادرة في أي مهمة تعتقد أنك تستطيع إنجازها مهما كان خوفك أو شكك في ذلك، تقدم وكن شجاعاً، وإن لم تنجع ما المشكلة، تجربة خضتها واستفدت منها، لست أول ولا آخر من يفشل، هذا إن كان يعتبر فشلاً، فكل فشل هو درس وهو سبب في تطوير ذواتنا في هذه الحياة.

والآن أبدأ صفحة جديدة وضع أهدافك للعام الجديد، أرجو الله لي ولكم بعام كله إنجاز ونجاح وحب للحياة.

وكل عام وأنتم بخير

د. سناء عمر عبد الجبار

دكتوراه في إدارة الموارد البشرية، محاضرة ومدربة دولية معتمدة، خبرة أكثر من 15 عامًا في مجال التعلم والتطوير شغوفه بتطوير المواهب وعضو في جمعية تطوير المواهب ATD

This Post Has 2 Comments

  1. محمد الصديق

    موفقين

Comments are closed.