إن سألتك سؤالاً الآن هل تعرف المشروبات الغازية؟ ستقول بالتأكيد نعم.
أضرب لي مثلاً، اتوقع منك أن تجيب بـ “مثلاً بيبسي، كوكاكولا”.
وإن سألتك عن أشهر ماركة لمنتج مثل الشاي، أتوقع أن إجابتك هي “ليبتون”.
تُرى ما الذي يجعل هذه العلامات التجارية عالقة في ذهنك مع العلم أنه من الممكن أنك لا تشرب شاي ليبتون، ولا بيبسي.
إنها الصورة الذهني التي رسمتها الشركة في أذهان الجمهور من عملائهم ومن ليس بعملاء لهم، فأصبحت رائدة في المجال ولها صيت يسمعه الجميع وحصة سوقية تنافس الجميع في الصناعة.
فما هي الصورة الذهنية للشركة؟
الصورة الذهنية للشركة (Company Image)
الصورة الذهنية للشركة هي الصورة التي تستطيع الشركة غرسها في عقل الجمهور والتي تكون حاضرة في أذهانهم بمجرد أن تم ذلك مجال الصناعة، فهي صورة لصيقة بها أو منتجاتها وأعمالها، بشكل يجعلها غنية عن التعريف.
هذه الصورة ترتبط بمشاعرنا وما نتخيل حصوله عند امتلاكنا للمنتج أو الخدمة المقدمة من الشركة، ومدى إدراكنا بأهمية المنتج لنا وكيف يجعلنا نشعر.
فعندما نقول سيارة فيراري فإنك تشعر بالفخامة والقوة وهيبة هذه السيارة، وإن كان من ضمن أحلامك امتلاك ساعة روليكس أو أحدث هاتف ذكي أنتجته أبل، فإنك تتخيل نفسك وأنت تمسك بهذه المنتجات وتؤدي بها مهامك.
حقيقةً كلنا نتمنى تحقق ذلك.
هنا كونت صور ذهنية لنفسك مع المنتج ذو الصيت العالي، أياً كان نوعه أو الهدف منه، وهذا ما يسعى إليه المسوقون بإعلاناتهم المبدعة وهو تشكيل صورة جميلة وحسنة عن الشركة وسمعتها تجعل العملاء الحاليين والمحتملين مدركين قيمتها في السوق.
من الجميل أيضاً أن تستخدم الشركات ترويج الصورة الذهنية الجيدة عن الاخلاق والسلوكيات الإيجابية في المجتمع وتعزيز القيم النبيلة كنوع من التسويق الاجتماعي والذي يهدف إلى ترويج السلوكيات الحسنة في المجتمع ونشرها بين أفراده.
كما أن بإمكان الشركة تعزز صورتها الذهنية من خلال توجهها نحو المسؤولية الاجتماعية وتميزها بطابع معين عند الترويج لمنتجاتها.
مثلاً شركة زين للإتصالات والتي تنتج كل عام إعلانات مبدعة سواء من حيث موسيقى وغناء والكلمات الهادفة أو من إخراج وعمل فني رائع للإعلان والهدف الاجتماعي السامي من ورائه، مما يجعل العميل يحفظ أغاني الإعلان التي تُرسخ التوجه الاجتماعي للشركة والتي ينقل أفكاراً وسلوكيات حسنه للعميل.
وتساعد الصورة الذهنية أيضاً في نقل رضا المستهلك عن منتج الشركة وأخبار أصحابه ومعارفه في شكل ثناء وتحفيز لهم بإقتناء هذا المنتج أو الخدمة بسبب رضاه عنها وهو ما يسمى بالتسويق الشفهي Word of Mouth.
أخيراً، لا أبالغ إن أخبرتك أن الصورة الذهنية هي أهم ما يسعى المسوقون لتحقيقه لدى العملاء الحاليين والمحتملين للشركة، لأن بتحققه قد تحقق الشركة أرباحاً كثير دون تكاليف تذكر.
لذا تركز الشركات على خلق انطباع سليم ومشجع تجاه ما تقدمه للسوق من سلع وخدمات وليس على الخصائص والمغريات البيعية للمنتج، فبناء الصورة الذهنية السليمة هو المؤثر الأول في تقبل العملاء للمنتجات والخدمات.