أثبت الباحثون المتخصصون أن سرطان البحر يحتاج إلى مخبأ آمن يستريح فيه، متحرراً من مفترسيه ومن قوى الطبيعة، وتلتقي سرطانات البحر ببعضها حين تخرج للاستكشاف والبحث عن الطعام والمأوى، ويحدث صراعات فيما بينها، حيث يمتلك السرطان سلوكا دفاعياً وآخر هجومياً يتسمان بالتعقيد، وهذا جزء أصيل وفعال من جهازه العصبي، وتنتهي الصراعات دائما بفوز أحد الطرفين وخسارة الطرف الآخر.
والكيمياء التي تشّكل عقلية سرطان البحر المنتصر تختلف بشكل لافت للنظر عن التي تشكل عقلية نظيره المهزوم، مما ينعكس نسبيا على حالتيهما النفسية والفسيولوجية، وقد تبينَ أن ثقة سرطان البحر بنفسه أو من عدمها تعتمد على مادتين كيميائيتين تنظمان عملية الاتصال بين خلاياه العصبية، والمادتان هما السيروتونين والأكتوبامين، حيث يزيد معدل إفراز المادة الأولى في الجهاز العصبي للفائزين على حساب المادة الأخيرة.
تعد ثنائية السيروتونين المرتفع والأكتوبامين المنخفض سمة من سمات الفوز، ويسِفر التكوين الكيميائي العصبي العكسي، أي إرتفاع ّمعدل الأكتوبامين وإنخفاض السيروتونين عندما يكون سرطان البحر مهزوماً وجباناً، فتره تائها وذليلا ومنكس الرأس، ثم ينسحب ويختفي مع أول بادرة لمواجهة أي أزمة.
وعلى غرار سرطان البحر، يعتبر وقوفك مشدود الجسد مفرود الكتفين إعلان عن كينونتك ومدى ثقتك بنفسك، حيث يستجيب جهازك العصبي بأسلوب مختلف تماماً للمواقف التي تواجهك في الحياة، فثمة جهاز عصبي ومنظومة شعورية بدائية تقبع في ثنايا عقلك، وكثيراً ما تتسلل إلى أعماق أفكارك ومشاعرك. هذا الجزء البدائي من عقلك، متخصص في تقييم مستويات الهيمنة والسيطرة.
يقيم الناس كل منهم الآخر وفق وضعية الجسد، فإذا ظهرت كشخص مهزوم، فسوف يعتبرك الناس والمجتمع مهزوما، أما إذا وقفت مستقيماً مشدود القامة، فسينظر إليك الناس ويعاملونك بأسلوب مختلف، بل سيعتبرونك كفؤاً وقوياً واثقاً من نفسه.
عليك الإنتباه إلى وقفتك ووضعيتك الجسدية، فهي تأثر كثيراً على نفسيتك ومكانتك أمام الناس، وتتوقف عن الاهتزاز والخضوع والانحناء، سر مشدود القامة وانظر دائما إلى الأمام، وستمتلك الجرأة على أن تكون أكثر قدرة في التعبير عن النفسك وإظهار القدرة على السيطرة .
طبق ذلك على أرض الواقع أو في الخيال، ألم تسمع بالمقولة الأجنبية ( fake it till you make it ) فمع تكرارك لذلك ستصبح جزء من سماتك التي تمارسها بشكل طبيعي وتلقائي.