ذهبت إلى السوبر ماركت لشراء بعض احتياجات المنزل من المواد الغذائية.
وعند ذهابي إلى دفع الفاتورة عند الكاشير كما هو معروف تتم العملية بمسح الباركود وتذهب الأشياء لموظف يقف نهاية مكتب الكاشير للتعبئة المشتريات في الأكياس.
لفت انتباهي للموظفة التي تقوم بعملية التعبئة، فتاة أظنها في سن طالب جامعي تعمل بتركيز وتنتقي المشتريات وتصنفها وتفرزها بسرعة وتضعها في الأكياس التي قد فتحتها مسبقا لتتناسب مع المشتريات في الحجم، تقوم بذلك بوجه بشوش وسعادة وخفة في العمل.
هذا ما لا أراه عادة، حيث أعود للمنزل لأجد الأشياء مبعثرة ووُضعت في الأكياس بعشوائية ولا بد من انكسار بيضة أو اثنتين، وأتعجب إن لم يحدث ذلك، هذا مع ضرورة تدخلي في المحل إما بتقديم توجيهات للموظف في كيفية وضع الأشياء في الأكياس أو أن أقوم بذلك بنفسي.
لكن هذه المرة قامت الفتاة بترتيب مواد التنظيف في كيس منفصل، والأطعمة المبردة في كيس وحدها، والأجبان والألبان وضعتها في كيس ثالث، ثم وجدت علبة البيض فصلتها في كيس وحدها حتى لا يتكسر البيض مع بقية الأغراض.
ثم وصلتها المعلبات الزجاجية كانت زجاجة عسل وأخرى زجاجة مخللات، حرصت على وضع كل زجاجة في كيس منفصل ثم وضعتهما في كيس آخر مشترك، علمت فكرتها بأن لو انكسرت إحداها لا تتلف الأخرى، ثم وضعت المخبوزات في كيس وحدها أيضا.
ناولتني مشترياتي وقالت بكل تهذيب “شرفتينا يا أفندم”.
كل هذا كان بسرعة متمرساً خبيراً بمهارة التصنيف ولديه علم كبير بالمخاطر والخسائر التي تترتب على عدم فصل الحاجات بشكل جيد يضمن سلامتها من أي أضرار حتى يصل بها المستهلك سليمة لمنزله.
وجدتني أخذ أغراضي واشكرها بإمتيان للإخلاص في عملها وذهبت إلى البيت لاندهش من جديد وأنا أفرغ أغراضي على دقة التنظيم والترتيب، دعوت لها بأن يسدد الله خطاها ويرزقها عملا أفضل، فمثلها يندر تواجدهم، يعملون بتفان وتحمل للمسؤولية وحرص شديد على الإتقان في العمل وإن كان بسيطا.