You are currently viewing السقف الزجاجي: عائق أمام تقدمك الوظيفي

السقف الزجاجي: عائق أمام تقدمك الوظيفي

السقف الزجاجي هو مصطلح يشير إلى الحواجز غير المرئية التي تمنع بعض الفئات، وخاصة النساء والأقليات، من الارتقاء إلى مناصب أعلى في حياتهم المهنية.

قد يؤثر السقف الزجاجي سلبيا على الموظفين ومستقبلهم الوظيفي، وكذلك على المنظمات التي يعملون بها.

في هذا المقال، سوف نستكشف بعض أسباب ونتائج وأمثلة على ظاهرة السقف الزجاجي.

العوامل التي تساهم في بناء السقف الزجاجي

diversity and inclusion
Photo by Diva Plavalaguna

هناك العديد من العوامل التي تساهم في ظهور السقف الزجاجي ومنها:

التحيز الجنسي

غالبا ما تكون المرأة ممثلة تمثيلًا ضعيفًا جدًا في المناصب القيادية العليا، هذا يرجع إلى عدد من العوامل، بما في ذلك التحيز اللاواعي، ونقص النماذج النسائية المؤهلة لهذه المناصب، والتوقعات الذهنية والمجتمعية حول التوازن بين العمل والحياة.

العرق والأصول الإثنية

هناك تجنب للأشخاص ذوي البشرة الملونة من تقليدهم المناصب القيادية العليا، هذا يرجع إلى عوامل مماثلة مثل التحيز العرقي والأصول الإثنية من حيث الدولة والثقافة واللغة وغيرها، فضلا عن العنصرية النظامية وهذا ما يظهر في الاختلاف في المعاملة في عدة مؤسسات مثل المدارس والمصارف والمستشفيات.

الإعاقة

تتجنب المنظمات تعيين الأشخاص ذوو الإعاقة في المناصب القيادية العليا ويظل دورهم محدودًا في مهام ومستويات محدودة دون الترقي، ويرجع ذلك إلى التمييز ونقص التسهيلات والصور النمطية السلبية عن الأشخاص ذوي الإعاقة.

الصورة النمطية للقيادات العليا

 التمييز والتحيز الموجود في مكان العمل – سواء كان واعيًا أو غير واعي – قد يكون بسبب الصور النمطية أو تحيزات حول القدرات والمهارات والإمكانات القيادية لمجموعات معينة من الموظفين، وقد يفضل قادة الشركة أولئك الذين يناسبون توقعاتهم أو تفضيلاتهم.

على سبيل المثال، قد يفترض بعض أصحاب العمل أن النساء أقل التزامًا بمهنهن من الرجال، أو أن الأقليات أقل تأهيلًا أو كفاءة من نظرائهم.

هذه الافتراضات تؤدي إلى التوظيف غير العادل وممارسات الترقية والتقييم الانتقائي، فضلاً عن الافتقار إلى التوجيه والتدريب وفرص وصول الفئات المحرومة.

الثقافة التنظيمية

الثقافة والبنية التنظيمية التي قد لا تدعم أو تقدر التنوع والشمول، هي أحد البيئة المنشئة للسقف الزجاجي.

فقد يكون لدى بعض المنظمات قواعد وسياسات وممارسات تفضل نوعًا معينًا من الموظفين، مثل أولئك الذين يعملون لساعات طويلة أو لديهم خلفيات متشابهة أو يشاركونهم اهتمامات مماثلة.

يمكن أن تخلق هذه المعايير بيئة متجانسة وحصرية تجعل من الصعب على الأشخاص المختلفين أو غير المناسبين الازدهار والتقدم فيها.

على سبيل المثال، قد يكون لدى بعض المنظمات ثقافة تكافئ السلوك العدواني والتنافسي، مما قد يضر بأولئك الذين لديهم أساليب تواصل هادئة ومبادئ تستند إلى السلام والتعاون في التعامل.

التأثيرات السلبية للسقف الزجاجي

للسقف الزجاجي عدد من التأثيرات السلبية على الموظفين الذين مروا بها، يمكن أن تشمل هذه التأثيرات:

الحد من فرص النمو والتطوير

الموظفون الذين وصلوا إلى السقف الزجاجي غالبًا ما يتم تجاوزهم في الترقيات وفرص أخرى للتقدم والارتقاء في الحياة المهنية.

هذا مجال واسع لتغذية مشاعر بالركود والإحباط، ويجعل من الصعب تحقيق أهدافهم المهنية أو حتى بالتفكير بها، كما يشعرون أن جهودهم ومساهماتهم لا تحظى بالتقدير أو المكافأة.

رواتب أقل

قد يحصل الموظفون الذين بلغوا السقف الزجاجي على رواتب أقل من نظرائهم، وهذا يؤدي إلى صعوبات مالية ويمكن أن يجعل من الصعب إعالة أنفسهم وأسرهم، ناهيك عن الشعور بالظلم وعدم التقدير.

زيادة التوتر وضغوط العمل

يؤثر هذا الضغط الناجم عن مواجهة التمييز وشعور الموظف بأنه لا يحصل على الفرص نفسها التي يحصل عليها أقرانهم على الصحة النفسية والجسدية للموظفين.

فقد يواجه الموظفون الإجهاد والإرهاق والمشاكل الصحية، حيث يكافحون لتحقيق التوازن بين عملهم وحياتهم الشخصية، أو التأقلم مع بيئة العمل المعادية وغير العادلة.

فضلًا عن ذلك، قد يفقدون الدافع والالتزام والولاء لمنظماتهم، وقد يقررون الاستقالة أو تبديل حياتهم المهنية، وكل هذا يصب أثره في مستوى عطائهم وأدائهم.

انخفاض الرضا الوظيفي

غالبًا ما يكون الموظفون الذين وصلوا إلى السقف الزجاجي أقل رضا عن وظائفهم، بما يزيد من معدل الدوران والتغيب، ويمكن أن يضر البيئة الثقافية في الشركة.

يعتبر السقف الزجاجي مشكلة خطيرة لها تأثيرًا كبيرًا على الموظفين ومستقبلهم الوظيفي، وإن لم تتخذ الشركات خطوات لمعالجته وإنشاء مكان عمل أكثر شمولًا وإنصافًا لجميع الموظفين فهذا لا شك له تأثير في الأداء.

الأثر السلبي على المؤسسات

من خلال استبعاد أو تهميش بعض مجموعات، قد تفقد المنظمات المواهب والمهارات ووجهات النظر القيّمة التي يمكن أن تعزز أدائها وابتكارها وقدرتها التنافسية.

وقد يواجهون أيضًا مخاطر قانونية وأضرارًا لسمعتهم وردود فعل عامة عنيفة، لأنهم ينتهكون مبادئ تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية.

بالإضافة إلى ذلك، قد يفقدون فائدة وجود قوة عاملة متنوعة وشاملة، مثل زيادة الإبداع والإنتاجية ورضا العملاء.

أمثلة على ظاهرة السقف الزجاجي

هناك العديد من الأمثلة على الأسقف الزجاجية في مختلف الصناعات والقطاعات الإنتاجية والخدمية، على سبيل المثال، في الساحة السياسية، لا تمثل المرأة نسبة تذكر في الوصول إلى المناصب السياسية أو الحكومية في الدولة، مثل رؤساء الدول أو الحكومات أو الوزراء أو البرلمانيين. وفقًا للاتحاد البرلماني الدولي (IPU)، فإن من أغسطس 2021 ، كان 21.9 ٪ فقط من البرلمانيين في العالم من النساء. وبالمثل ، في عالم الشركات، لا تزال المرأة نادرة في مناصب الإدارة العليا، مثل الرؤساء التنفيذيين أو أعضاء مجلس الإدارة.

وفقًا لـ Catalyst ، وهي منظمة عالمية غير ربحية تعمل على النهوض بالمرأة في مجال الأعمال، فإنه من يونيو 2021 ، كانت نسبة 8.8٪ فقط من الرؤساء التنفيذيين في Fortune 500 من النساء.

أما في المجال الأكاديمي، لا تزال احتمالية حصول المرأة على درجات الأستاذية أو المناصب القيادية في الجامعات أو المؤسسات البحثية أقل. وفقًا لليونسكو، كان 28 ٪ فقط من الباحثين في العالم من النساء في عام 2018 .

وقد ذكرت أمثلة على المرأة كون أن الإحصائيات والحديث عن حقوقها في المنظمات الحقوقية أعلى صوت من الفئات الأخرى، ولكن هذا لا يعني أن هناك أمثلة كثيرة لبقية الفئات، ويستحق الموضوع فعلًا الالتفاف إليه.

ماذا يمكن القيام به للحد من هذه الظاهرة؟

توضح هذه الأمثلة أن السقف الزجاجي هو مشكلة منتشرة ومستمرة تؤثر في العديد من الأشخاص والمؤسسات حول العالم. لذلك، من المهم رفع مستوى الوعي حول هذه المشكلة واتخاذ الإجراءات اللازمة لتفكيكها، وبعض هذه الإجراءات قد تشمل:

  • تنفيذ قوانين وسياسات مناهضة للتمييز تحمي حقوق ومصالح الموظفين.
  • توفير التدريب والتعليم على التنوع والشمول لأصحاب العمل والموظفين للحد من التحيز والصور النمطية المنتشرة.
  • إنشاء برامج إرشاد وتوجيه ورعاية تدعم التطوير الوظيفي والنهوض بالفئات الممثلة تمثيلا منخفضاَ.
  • وضع ترتيبات عمل مرنة وسياسات صديقة للأسرة تمكن الموظفون من تحقيق التوازن بين عملهم وحياتهم الشخصية.
  • تعزيز ثقافة الاحترام والتعاون والتمكين التي تقدر التنوع والشمول.

من خلال القيام بذلك، يمكن إنشاء مكان عمل أكثر عدلاً وشمولاً، حيث يتمتع الجميع بفرص وموارد متساوية. يمكن أيضًا إطلاق العنان للإمكانات الكاملة لرأس المال البشري وتحقيق المساواة بين الجنسين بعد التقدم الاجتماعي والاقتصادي.

إذا كنت أعاني من ظاهرة السقف الزجاجي، كيف أتصرف؟

ومن المهم معرفة أن السقف الزجاجي لا يمثل مشكلة للنساء والأشخاص ذوي البشرة السمراء والمعاقين جسدياً فقط، إنها هي مشكلة لأي شخص ليس جزءًا من المجموعة المهيمنة في مكان العمل.

إذا كنت تعاني من السقف الزجاجي، فهناك بعض الأمور التي يمكنك القيام بها:

  • تحدث إلى مديرك حول مخاوفك.
  • ابحث عن المساعدة على الانتقال من مكان العمل والدفاع عن تقدمك الوظيفي.
  • انضم إلى منظمة مهنية تدافع عن التنوع والشمول في مكان العمل مثل الاتحادات العمالية والمهنية.
  • قم بتقديم شكوى إلى منظمات حقوقية للدفاع عن حقوق الإنسان إذا كنت تعتقد أنك تعرضت للتمييز.

السقف الزجاجي مشكلة حقيقية، لكنها ليست مستعصية الحل، من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة بحزم يمكنك في اختراق السقف الزجاجي وتحقيق أهدافك المهنية.

الخلاصة

السقف الزجاجي ظاهرة تحدث عند وصول بعض الفئات في العمل إلى مرحلة لا يمكن التطور بعدها أو الوصول إلى مستويات أعلى المناصب الإدارية ، وهي ظاهرة يزداد انتشارها بين النساء العاملات والأقليات، ولكنها تظهر أيضًا في بيئات العمل التي يكثر فيها صور نمطية معينة لدى القيادات الإدارية .

ظاهرة السقف الزجاجي لها آثار سلبية على الموظفين والمؤسسات على حد سوا، ولذا وجب العمل على الحد منها ومحاولة التوعية بأهمية الشمول والاندماج والتنوع لتحقيق مستوى أداء أعلى، وتوازن في الحياة العملية.

Sana Omar

محاضرة مستقلة في إدارة الأعمال ومدربة دولية معتمدة من مركز تنمية أعضاء هيئة التدريس جامعة القاهرة – جامعة ميزوري الأمريكية، ومقيمة معتمدة في تقييم الإبداع الكامن من المركز الدولي للتربية الإبتكارية ICIE – ألمانيا.