إن عملية التطوير في أي مجال في الحياة عملية متعبة وتعتمد بشكل أساسي على التغيير في طباعنا وسلوكياتنا وهذا ليس بالأمر السهل ولن يكون في ليلة وضحاها.
ومن ينشد التغيير فليعلم أنه يبدأ من الداخل عن طريق تغيير نظرتنا للأمور وتفسيرها والتي غالبا ما تتم طبقا لاعتقاداتنا وقيمنا والموروث الذي تربينا عليه، ولا نحاول النظر إليها من منظور آخر.
لكي تنزع نفسك من ذلك لتسلك طريقا آخر .. ينبغي عليك تغيير طريقة تفكيرك وحكمك على مجريات الأمور، والنظر إليها بمنظور الحكمة، أي تغيير العملية العقلية السائدة لديك.
والعملية العقلية أهم من عملية التطوير نفسها، و تحقيقها يرتكز على أربعة أمور أساسية من غيرها لن تحقق التطوير المنشود.
المحتويات
أولاً : الصبر
كل الإنجازات والتطورات لم تكن وليدة لحظة، إنما تطلب الأمر وقتًا يتناسب مع حجمها وصعوبة تنفيذها، ومن يتعجل ذلك فطريقة إما لليأس أو الفشل.
الكثير منا لا يتقبل التأخير وأن لكل شيء أوانه، بل يضل يتعجل حدوث الشيء حتى يُولد الضد، وبدلًا من أن يُسرع التحقق يزيده بطئًا. ويبدو أنها طبيعة البشر فقد قال تعالى:
“خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ”، سورة الأنبياء، آية (37).
“وكان الإنسان عجولاً” سورة الإسراء، آية (11).
ثانياً: التواضع وتقبل النقد
الكثير منا يرفض النقد، وأنا أعلم أن ليس كل نقدٍ يُقبل، لكن قد يكون بعض النقد مفيدًا ومهمًا وهو ما يسمى النقد البناء، قد يرى الآخرون قدراتك أكثر منك وقد يحاول أحدهم نصحك عن محبة منه لك.
كل ما عليك هو الاستماع له والإنصات جيداً بتواضع ثم إعادة النظر فيما قيل، فإن وجدته جيداً طبقه وإلا إتركه.
لكن البعض يأخذه الغرور أو عدم الرغبة في الإعتراف بأخطائه ويصر عليها، وربما لو جرب طريقة أخرى أو سلوك مغاير لربما كان خيراً له.
هناك دائما من هو أعلم منا وأعلى منا شأنًا ومقام.
ثالثاً: الإيجابية
تقبل إخفاقاتك وكون مشاعر إيجابية نحوها، أعتبرها دروساً تتعلم منها دوماً لا محطات يأس وحزن تسترجعها بأسى كلما حاولت المحاولة من جديد.
صدقني لو لم يكن هناك فرص أخرى ومحاولات أخرى متكررة، لكنا كلنا معاقين لا نقوى على المشي وذلك لأننا جميعاً خضنا تجربة المحاولة على السير وأخفقنا منذ كنا صغاراً نحاول أن نسير ولكن كنا نقع دائمًا ورغم ذلك لم نيأس لأن مشاعر اليأس واسترجاعها لم تكن تولدت لدينا فعلياً مثلما نحن الآن.
رابعاً: العمل الجاد (وضع خطة)
لا تعتقد أن أي إنجاز لم يكن خلفه عمل جاد وإصرار وعزيمة وليالٍ مجهدة، سواء أدرك المنجزون الناجحون ذلك أم لم يدركوا، فعملهم الجاد كان موجود، ولكن قد يكون شغفهم وحبهم لما يقومون به ألهاهم عن تعب الليالي ومشقة الطريق، فقد قيل أن الوصول للهدف ينسي مشقة الطريق.
أخيراً، سعيك للتطوير قد يكون طويلاً، لكنه حافل بالإنجازات والمحطات التي ستسعد بتذكرها ودروس ستقويك لمحطات أخرى مستقبلًا، كل ماعليك سوى تغيير عقليتك وطريقتك في التعامل مع مشاكلك والعقبات التي تواجهها بتبني هذه الأربع صفات، الصبر وتقبل النقد البناء بتواضع والتحلي بالإيجابية والعمل الجاد.