كثيراً ما نقع في اخطاء العمل من دون قصد، قد يكون بسبب ضغط العمل أو النسيان أو أداء المهام بطريقة خاطئة لجهلنا بطريقة العمل الصحيحة.
إذا حدث وتسببت في مشكلة أو ارتكبت إحدى الأخطاء كيف يمكن أن تواجه مديرك في العمل بذلك وكيف يمكن الإعتذار عما بدر منك؟
في هذا المقال سنوضح ذلك:
المحتويات
أولاً: يجب الإعتراف بالخطأ
الاعتراف بالخطأ هو اصعب جزء في الموضوع، دائما ما نحاول أن ننكر اخطأنا أو نسقطها على غيرنا أو نتعذر بالظروف ونبحث عن مبررات لنلقي المسؤولية من على أكتافنا، لا بل يصل بنا أحيانا إلى إنكار وجود مشكلة من الأساس.
ولكن هذا التصرف لا يساعدك في شيء فالخطأ وقع والمشكلة موجودة ومبادرتك بحلها أفضل من أنكارها أو التملص من المسؤولية، فهذا يقلل من نظر مديرك لك.
كن على قدر من الشجاعة واعترف بأخطائك، فبالإضافة إلى كونه تصرف أخلاقي ومبدأ يجب أن تتبناه في حياتك، فهو يرفع من شأنك أمام الجميع ويعطي انطباع بأنك محل ثقة ولا تتهرب من مسؤولياتك.
إذن أول خطوة هو الاعتراف بالخطأ وقلها صراحة لقد كان خطأي.
ثانياً: الإعتذار
غالباً عندما نرتكب أي خطأ في العمل حتى وإن اعترفنا بأننا سبب ذلك، يصعب علينا الإعتذار.
كلمة “أنا اسف” ثقيلة على قلوبنا حيث يأخذنا الكبرياء ونحاول التغاضي عن ما يحدث، أو نحاول تصحيح المسار دون الإعتذار.
الحقيقة أن الإعتذار من أنبل الأخلاق، وهو تصرف يدل على التواضع وحسن التهذيب، ومن الطرق التي تحسن العلاقات خاصة في مجال العمل مع ملاحظة استخدامها عند الحاجة فقط وليس في كل تصرفاتنا.
أحياناً نجد بعض الموظفين يعتذرون في كل تصرف يقومون به سوء كان هناك خطأ يتطلب الإعتذار أم لا، حيث يعتقد البعض أن قول كلمة “أسف” تدل على الإحترام والإعتذار عن أي سلوك قد يزعج الأخرين. حقيقة إن كنت قد قمت بسلوك يزعج الأخرين فيجب عليك الاعتذار، لكن إن لم يكن ذلك فلما تعتذر.
ثالثاً: شرح المشكلة بإختصار
عند حدوث مشكلة في العمل يكثر الكلام والقيل والقال، والسبب في الغالب يكون بسبب التهويل من المشكلة وشرح تفاصيل لا داعي لها، ولن تقدم أو تأخر في حل المشكلة.
فعند شرحك لسبب المشكلة وكيف وقعت فيها، كن وجيزاً، تحدث بكلمات مختصرة تشرح بدقة ما الموضوع، دون تهويل أو فزع.
ولتوضح مبدئياً أنك لم تتعمد ذلك ولم تقصد وقوعه، أو أنك لم تكن على علم بالإجراءات الصحيح لإنجاز المهمة..
حتى عند الوقوع في خطأ مع أي عميل يمكن الاتصال والإعتذار بكل تهذيب وشرح المشكلة باختصار وتوضيح أنه خطأ غير متعمد، صدقني سيكون أكثر تفهماً وتقبلاً، وممتاناً لمبادرتك بالاتصال به، بعكس إذا ما تركت الموضوع معلقاً دون حل أو إلى أن يقوم العميل نفسه بالاتصال وأثارة المشاكل أو التقدم بشكوى.
رابعاً: المبادرة بحل المشكلة
أفضل الموظفون هم من يبادرون بالحلول، كن متفتح الذهن، إن واجهتك مشكلة بادر بإقتراح حل لها، حتى إن لم يلقى الحل استحسان مديرك، يكفي المبادرة والمحاولة التي قدمتها، لا تقف مكتوف الأيدي صامتاً حتى يقوم مديرك بحل المشكلة، إلا إن طلب منك ذلك!.
أذكر أنه كان علي أن ارتب لإجتماع مع مجموعة من الأساتذة الدكاترة في الجامعة وقد تم تحديد الموعد والمكان، واتصلت وابلغتهم جميعاً بذلك… ولكن في اليوم التالي حدث أمر طارئة فقمنا بتغيير الموعد، فإضطررت إلى الإتصال بهم مرة أخرى لتبليغهم بتغيير الموعد، فأخذت لائحة بأعضاء الاجتماع للاتصال بهم، وللأسف سقط أسم أحد الأساتذة مني سهواً، ولم يتم تبليغه بتغيير الموعد.
ذهب الأستاذ الدكتور إلى مكان الإجتماع ولم يجد أحد وانتظر كثيراً، ولم يأتي أحد، أتصل برئيس الاجتماع واخبره بتواجده في المكان والوقت المحدد ولكنه اخبره بالتغيير، فتعجب غاضباً أن لم يبلغه أحد بذلك، وأنه لن يحضر الاجتماع مرة أخرى من الأساس.
كنت أنا من قام بذلك الخطأ ولكن دون قصد طبعاً.. اخبرني رئيسي بما حدث، أعتذرت له واخبرته أني تأكد جيداً من أني ابلغت الجميع، لكن يبدو أن القائمة كانت طويلة وسقط مني هذا الأسم ولم انتبه، وهذا لا يبرر خطأي حيث كان يجب أن ابلغ الجميع، وتبادر لذهني أن الدكتور ذاته كان يرغب بتقديم فكرة ومقترح حول المشروع الذي كان الاجتماع بصدده، ولكن أجندة الإجتماع لم تكن كافية إلى اضافة المزيد من النقاط، فبادرت بإقتراح محاولة ضغط الأجندة قليلاً وتوفير بعض الدقائق للأستاذ الدكتور لتقديم مقترحه، فهذا يمثل تعويض للخطأ الذي ارتكبته.
إتصلت شخصياً بالأستاذ الدكتور وأعتذرت وشرحت سبب المشكلة باختصار واخبرته بأنه يجب أن يحضر حيث أن الأجندة تحتوي على نقاط مهمة يجب أن نسمع رأيه بها ، ناهيك عن المقترح الذي سيقوم بتقديمه شخصياً والذي قد يسهم كثيراً في المشروع، كان سعيداً جداً وممتناً بتميزه بتقديم مقترحه، وحُلت المشكلة بهدوء.
أخيراً، أعلم أن الوقوع في الأخطاء والمشكلات ليس بشيء سيئ، بل بالعكس نحن نتعلم من أخطائنا، وتزداد خبرتنا بكثرتها. فكن سعيداً كلما أخطأت لانك ستتعلم درساً جديداً، وتضيف موهبة أو مهارة إلى مجموع مهاراتك ومعارفك.