You are currently viewing العمل الجماعي: خمس عوامل تؤدي إلى فشله يجب عليك تجنبها

العمل الجماعي: خمس عوامل تؤدي إلى فشله يجب عليك تجنبها

لا يكمن سر نجاح العمل في التمويل أو الاستراتيجية أو التقنية، بل يبقى العمل الجماعي هو الميزة التنافسية الأهم، ذلك لأن هذه الميزة قوية ونادرة.

هذا ما قاله خبير العلوم الادارية والقيادية “باتريك لينسيوني” كما قال أيضاً في كتابه “العوامل الخمسة لخلل العمل الجماعي“، “إذا استطعت حشد جميع الأشخاص في أي منظمة حول هدف واحد، يمكنك حينها الهيمنة على أي صناعة، في أي سوق، وضد أي منافسة، وفي أي وقت”

إذا ما أهمية العمل الجماعي؟ وما هي الشروط اللازمة لكي يصبح الفريق قوياً بشكل حقيقي؟ وما هي المهارات التي يجب أن يمتلكها كل فرد حتى يصبح عضواً فعلاً في الفريق؟ وما هي العوامل الخمسة لخلل العمل الجماعي؟ هذا ما سوف اتحدث فيه معك في هذه المقالة.

هل أنت متحفز لمعرفة إجابات هذه الأسئلة؟ إذن هيا بنا.

ما هو العمل الجماعي؟

فرق العمل

العمل الجماعي هو تعاون مجموعة من الأفراد لتحقيق هدف مشترك، هدف يؤمن به كل أفراد الفريق، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف يعمل أعضاء الفريق على إذابة الاختلافات الموجودة بينهم، ويجب عليهم ايضاً أن يتخلوا بعض الشيء عن صوت الأنا المرتفع، ويضحون من أجل مصلحة الفريق.

أهمية العمل الجماعي

العمل الجماعي من أهم العوامل التي تساعد الأشخاص على تحقيق أهدافهم بشكل اسرع وبشكل أكثر جودة وإبداعاً. وهذا الأمر منطقي، فبدلًا من أن يُعمل شخص واحد عقله وفكره وجهده في تنفيذ أمر ما، تقوم مجموعة من العقول بالتعاون للوصول لنتيجة أفضل.

إذن فمن المنطقي أن يكون الفريق أقوى وأكثر فعالية من الفرد، مهما بلغت قوة الفرد وحده، وهذا للأسف ما نفتقده في مجتمعاتنا العربية، فصوت الفرد والإحساس بالذات أعلى من الإحساس الجماعي، لم يتم تربيتنا على طريقة تفكير المجموعة، بل العكس تم تلقيننا وتربيتنا على أن نسعى للنجاح والتميز والتفوق على أقراننا، وقد أدى ذلك في النهاية إلى إفراز كيانات ومؤسسات هشه ضعيفة لا تقوى على المنافسة مع الكيانات الخارجية التي تربت وتعلمت على العمل الجماعي، وأبسط مثال لذلك الفرق الرياضية والفنية.

نعم الوضع ليس سيئاً في مطلقه، ولكن يجب أن نحسنه بأن نفهم أولاً ما هو العمل الجماعي، وكيف ننمي المهارات التي تؤهلنا لأن نكَّون فرق عمل متميزة وفعالة.

الشروط اللازمة ليصبح الفريق قوياً

وجود الهدف

لكي يكون هناك فريق لابد وأن يكون هناك هدف، هدف يؤمن به كل أعضاء الفريق، ويجب أن يكون هذا الهدف واضحاً للجميع، ومقنعاً لهم.

ومن الصحيح أنه بعد كل فترة يتم عمل اجتماع لمراجعة الأهداف التي أسس عليها هذا الفريق، حتى يتم تذكر الهدف الرئيسي من وجود الفريق.

هذا الهدف هو الذي يشحن ويحفز كل أعضاء الفريق لبذل الجهد والتركيز والعمل بالساعات لتحقيقه.

وضوح الرؤية

ليحقق الفريق الهدف لابد من وجود طريقة وخطة لتحقيقه، فقد يجتمع مجموعة من الأشخاص للعمل معاً لتحقيق هدف ما لكن عدم وجود رؤية وخطة واضحة ستعطل من تقدمهم وسوف تتسبب لهم في الإحباط والفشل، فالشرط الثاني لنجاح فريق العمل بعد وجود الهدف هو وضع رؤية وخطة للفريق.

وضع القواعد وتحديد الأدوار

لابد من وجود شكل وهيكل لأي فريق لكي يستطيع تنفيذ مهامه، عدم وجود قواعد عامة وشكل للفريق سيتسبب في فشله. كما يجب أن يكون كل فرد في الفريق واعياً ومدركاً لدوره، ولابد أن تكون إجابة سؤال -لماذا أنا في هذا الفريق وما الدور الذي اقوم به فيه- حاضرة دائماً في ذهنه.

المهارات التي يجب أن يمتلكها كل فرد حتى يصبح عضواً فعلاً في الفريق

العوامل الخمسة لخلل العمل الجماعي

غياب الثقة

إذا غابت الثقة بين أفراد الفريق فسوف يصبح العمل الجماعي أمراً مستحيلاً، ولتحقيق هذه الثقة لابد أولاً من توضيح وتحديد معناها.

الثقة التي يجب أن تكون موجودة بين أعضاء الفريق هي إيمان أعضاء الفريق بأن نوايا زملائهم حسنة تجاههم، وانه لا داعي لأن يكون الفرد متحفظاً أو حذراً من زملائه.

الخوف من الخلافات

أي علاقة صحية بين اثنين لابد وأن تمر بمرحلة خلاف صحي ومثمر حتى تنمو، هذا الأمر ينطبق على أي علاقة، كعلاقة الزواج والأبوة والصداقة والعمل.

ولسوء الحظ فإن الخلافات من الأمور التي لها سمعة سيئة خاصة في العمل، مع أنه أمر طبيعي ولابد من وجوده عند الاحتكاك والتعامل بين البشر، ووجود الاختلاف والخلاف لا يعني عدم وجود إحترام، فهذا أمر وهذا أمر آخر.

غياب الالتزام

لابد وأن يكون هذا الأمر واضحاً من البداية أنه بدون التزام بالقرارات المتخذة لن تكون هناك نتائج، ولتحقيق الالتزام لابد من وجود عاملين مهمين هما “الوضوح” و “الإقناع“.

أكثر فرق العمل فعالية هي التي تتحرك نحو تنفيذ القرارات التي يصلون إليها باقتناع كل عضو من أعضائها بما فيهم هؤلاء الذين كانوا معترضين على القرار، لأنه مهما حدث لن يكون دائماً هناك اجماع على كل شيء، وفي الوقت ذاته لابد من التحرك والعمل على الرغم من وجود اختلافات.

إذا رأي الأغلبية في هذه الأوقات هو الذي سوف يتم تنفيذه، وكما وضحنا في النقطة السابقة إذا لم تكن الثقة موجودة بين أعضاء الفريق فلن يستطيعوا الوصول إلى تلك المرحلة من الإنسجام.

تجنب المساءلة

جوهر هذه النقطة هي استعداد أعضاء الفريق للدخول في نقاشات حتى لو كانت حادة ومتوترة لكي تتضح الأمور، ولكي يتسألوا عن الأشياء التي تتولد في صدورهم.

بالطبع الأقوال أسهل من الأفعال هنا، فهذا الأمر ليس سهلاً على النفس، لأننا نخاف من افساد علاقتنا الشخصية بزملائنا إذا وجهنا لهم الأسئلة والاتهامات، لكن في الحقيقة إن تجنب هذه المواجهة هو الذي يتسبب في إفساد هذه العلاقة.

والفرق القوية والفعالة لابد وأن تمر بهذا الضغط العالي من المساءلة والمواجهة لكي تنمو ولكي تعالج مشاكلها واخطاءها.

عدم الاكتراث بالنتائج

يحدث أحياناً أن يميل أعضاء الفريق إلى الاهتمام بأشياء ثانوية ويغفلون عن النتائج الرئيسية التي تصب بشكل أساسي في تحقيق الهدف، و لمعالجة هذا الأمر لابد من التركيز الصارم على الأهداف الرئيسية، ووضع مقاييس يستطيعون بها قياس مدى تقدمهم أو تأخرهم.

الخلاصة

بعد كل المعلومات التي تم تقديمها تظل الحقيقة الثابتة هي أن العمل الجماعي يعتمد على ممارسة مجموعة صغيرة من المبادئ لفترة طويلة من الزمن.

فرق العمل مكونة من مجموعة من البشر ويتم تحقيق النجاح عبر الإقرار بعيوبهم الإنسانية، ويمكن لأعضاء الفرق التغلب على نزعتهم الطبيعية التي تحول دون الثقة والاختلاف والالتزام والمساءلة والتركيز على النتائج.