في عالم الشركات تتعدد الوظائف والإدارات التي تقوم بالأنشطة والمهام اللازمة لنجاح الشركة وبيع منتجاتها، وقد نجد تشابه في بعض هذه الوظائف ولا نستطيع التفرقة بين المهام الخاصة بكل إدارة، مثل إدارة التسويق وإدارة العلاقات العامة.
قد نجد أنه من السهولة شرح وظائف كل الإدارة وماهي اختصاصها ولكن تكمن الصعوبة في تحديد دور كل إدارة في نجاح الشركة، فكل إدارة لها الدور الذي تقوم به والذي لا شك له تأثير في نجاح الشركة بشكل مباشر أو غير مباشر.
سنوضح هنا بعض الفروق الجوهرية بين إدارة التسويق وإدارة العلاقات العامة:
المحتويات
المهام والأنشطة
تهتم إدارة التسويق بكل ما يتعلق بالمنتجات والخدمات التي تقدمها الشركة من حيث شكل المنتج وطريقة تغليفة وتسعيره وإعداد الحملات الإعلانية والدعائية لترويج المنتج في السوق وأيضاً قنوات البيع الخاصة بتوزيع المنتج في السوق.
بينما تركز العلاقات العامة على إدارة سمعة الشركة وإظهارها بصورة إيجابية وإجراء الاتصالات اللازمة مع الجهات ذات العلاقة بالشركة.
الجمهور المستهدف
تهدف إدارة التسويق للوصول إلى العملاء الحاليين والمحتملين، بعد القيام بتجزئة السوق معرفة العملاء المستهدفين أي التي تسعى الشركة لتلبية احتياجاتهم.
في حين تركز العلاقات العامة على الحفاظ على علاقات إيجابية مع أي شخص لديه مصلحة مع الشركة، وبالتالي فالجمهور المستهدف في العلاقات العامة أكبر من التسويق لأنه يشمل كل شخص داخل الشركة كالموظفين والعاملين أو خارج الشركة كالمساهمين والعملاء والجهات الحكومية والنقابات ووسائل الإعلام وكل من تربطته علاقة بالشركة بشكل مباشر أو غير مباشر.
الهدف الرئيسي للإدارة
يتمثل الهدف الرئيسي لإدارة التسويق في الوصول للعملاء ودفعهم لشراء المنتجات من خلال الأنشطة التسويقية المختلفة التي تقوم بها، وتحقيق عائد مباشر للشركة من وراء المبيعات التي حققتها.
في حين أن هدف إدارة العلاقات العامة هو الترويج للشركة والعلامة التجارية ككل من خلال الإدارة الإيجابية لقنوات الاتصال بين الشركة وأصحاب المصالح، بمعنى أخر تحاول إدارة العلاقات العامة تحقيق سمعة إيجابية من خلال استراتيجيتها الفعالة.
الوسائل التي تستخدمها الإدارة
القنوات التي تستخدمها إدارة العلاقات العامة في توصيل رسالتها للجمهور المستهدف غير مباشرة مثل المقالات والمؤتمرات والتدوين في المواقع الإلكترونية المشهورة وأيضاً المساهمات الميدانية المختلفة التي تقدمها الشركة.
بينما قنوات إدارة التسويق غالباً ما تكون واضحة ومباشرة والهدف منها هو زيادة مبيعات الشركة.
العائد على الاستثمار
إن قياس العائد على الاستثمار في إدارة التسويق أسهل بكثير من إدارة العلاقات العامة، فقد تواجه الشركة صعوبة في تحديد العائد على الاستثمار من الأنشطة التي تقوم بها العلاقات العامة لأن أغلبها يعرض بطريقة مجانية أو بتكاليف هدفها تحسين الصورة للشركة وزيادة مصداقيتها وهذه التكاليف لا يقابلها إيرادات، كما قد تواجه إدارة العلاقات العامة صعوبة في تغيير المعتقدات التي يتبناها الجمهور حول فكرة معينة أو حول منتج معين أوعن الشركة.
بعكس التسويق فأغلب تكاليف أنشطته الترويجية للمنتجات والخدمات التي تقدمها الشركة يقابلها إيرادات ناتجة عن حجم المبيعات يمكن قياسها والتعبير عنها بسهولة.
الفترة الزمنية لقياس النتائج
الأنشطة التسويقية غالباً ما تكون قصيرة الأجل نسبياً، وتسعى إدارة التسويق لتحقيق نتائج فورية وملموس عن حجم المبيعات، خاصة عند القيام بحملة ترويجية في موسم معين.
لكن إدارة العلاقات العامة تجني فوائدها على مدى فترة زمنية أطول، حيث تعتبر استثمار طويل الأجل يعرض إنجازات الشركة ونجاحاتها على مدى السنين وليس لفترة زمنية قصيرة.
هذه أهم الفروق بين الإدارتين التسويق والعلاقات العامة، هناك تفاصيل أخرى كثيرة تقوم بها كل إدارة، كما أن هناك أنشطة تشترك فيها الإدارتين.
في الأخير، يجب معرفة أن الإدارات في أي شركة من الصعب أن تعمل بمعزل عن بقية الإدارات بل يجب أن يشتركوا في بعض المهام، حيث لا يمكن أن تقوم كل إدارة بمفردها دون عون من الآخرى.