You are currently viewing نظرية العاملين لهيرزبرج: مفتاح التحفيز في بيئة العمل

نظرية العاملين لهيرزبرج: مفتاح التحفيز في بيئة العمل

تُعتبر نظرية العاملين لهيرزبرج (Herzberg’s Two-Factor Theory) من أكثر النظريات شهرة وفعالية في تفسير كيفية تعزيز الرضا الوظيفي وزيادة الإنتاجية. طوّرها عالم النفس الأمريكي فريدريك هيرزبرج في الخمسينيات، حيث قسّم العوامل المؤثرة في بيئة العمل إلى مجموعتين رئيسيتين: عوامل التحفيز التي تزيد من الرضا، وعوامل الصحة المهنية التي تمنع عدم الرضا.

أولًا: عوامل التحفيز – مفتاح الرضا والإبداع

تركّز عوامل التحفيز على الجوانب الإيجابية التي تدفع الموظفين للعمل بحماس وتزيد من ولائهم للمؤسسة. هذه العوامل تتعلق بطبيعة العمل نفسه والفرص التي يوفرها للنمو والتطور، وتشمل:

النمو والتطور الشخصي (Growth)

يحتاج الموظفون إلى فرص لتطوير مهاراتهم والارتقاء في مسيرتهم المهنية. عندما يشعر الشخص بأنه يتعلم ويكتسب خبرات جديدة، يزداد حماسه للعمل.

الإنجاز (Achievement)

تحقيق الأهداف والشعور بالنجاح يعزز ثقة الموظفين بأنفسهم، مما يدفعهم إلى تقديم أداء متميز.

التقدير والاعتراف (Recognition)

عندما يحصل الموظف على تقدير من الإدارة والزملاء لمجهوداته، فإنه يشعر بالرضا ويزداد ولاؤه للمؤسسة.

ثانيًا: عوامل الصحة المهنية – الوقاية من عدم الرضا

بينما تساعد عوامل التحفيز على زيادة الرضا الوظيفي، فإن هناك مجموعة أخرى من العوامل لا تؤدي إلى تحفيز الموظفين بشكل مباشر، لكنها ضرورية لمنع الاستياء وعدم الرضا، وهي:

الراتب (Salary)

التعويض المالي العادل يضمن استقرار الموظفين، لكنه لا يكون كافيًا وحده لتحفيزهم على الإبداع.

السياسات والإجراءات التنظيمية (Policies)

القوانين الداخلية للمؤسسة يجب أن تكون واضحة وعادلة لضمان بيئة عمل مستقرة.

بيئة العمل (Work Environment)

تتضمن العلاقات بين الزملاء، ظروف العمل المادية، وساعات العمل العادلة.

كيف يمكن تطبيق النظرية في بيئة العمل؟

لتحقيق بيئة عمل مثالية تعزز الإنتاجية والولاء، يجب على الشركات تحقيق توازن بين المجموعتين:

  • ضمان وجود عوامل الصحة المهنية مثل الرواتب العادلة، السياسات التنظيمية الفعالة، وبيئة عمل صحية.
  • تعزيز عوامل التحفيز من خلال توفير فرص التطور، التقدير، وتمكين الموظفين من تحقيق الإنجازات.

الخلاصة

نظرية هيرزبرج تقدم رؤى قيّمة لفهم كيفية تحفيز الموظفين بشكل فعال. فبينما يمكن لعوامل الصحة المهنية منع عدم الرضا، فإن التحفيز الحقيقي يأتي من الفرص التي تعزز النمو والتقدير والإنجاز.

لذا، فإن المؤسسات التي تسعى للنجاح تحتاج إلى دمج هذين الجانبين لضمان بيئة عمل إيجابية تحفّز الإبداع والإنتاجية.

د. سناء عمر عبد الجبار

دكتوراه في إدارة الموارد البشرية، محاضرة ومدربة دولية معتمدة، خبرة أكثر من 15 عامًا في مجال التعلم والتطوير شغوفه بتطوير المواهب وعضو في جمعية تطوير المواهب ATD

اترك رد