إن أردت أن ترتقي وتكتسب مهارة جديدة، فاعلم أن ذلك لا يتحقق بالتمني وإنما بالجد والمثابرة.
والمثابرة تأتي بمعنى الانضباط، والانضباط يأتي لاكتساب عادات جديدة روتينية متكررة تمارسها لصقل مهاراتك الجديدة.
مهما كانت هذه المهارة، إتقان الخطابة أو الكتابة أو تعلم لغة جديدة أو حتى ممارسة الرياضة من الجري حتى الفروسية.
فلا تتحقق الأمور بين ليلة وضحاها، وإنما تأخذ مجراها ليتراكم المجهود المبذول ويظهر الأثر مرة بعد أخرى.
وعليك التحلي بالصبر في الطريق والاستمتاع في بكل ما يحمل من عقبات أو صعاب فهذه الأخيرة هي خبرة الحياة التي تكتسبها، وتكتب بها مغامرات حياتك التي لربما تحكيها لأصدقائك وأبنائك، وتعلو الضحكات على أجمل الذكريات.
دعني أعطيك 5 خطوات علها تساعدك على بناء عادة جديدة، أو أن شئت روتين يساعدك على تطوير أي مهارة ترغب بها.
المحتويات
الخطوة الأولى: اربط عادتك الجديدة بأخرى قديمة تمارسها
أولاً لنوضح شيئا هنا، قد يقول البعض أن الروتين قاتل، لكن دعني أصارحك بأن من يقول ذلك هو يمارس روتينه وعاداته دون أن يدري.
الشخص الذي يحب التغيير والخوض في مغامرات وعدم الالتزام بروتين يومي هو بالفعل اكتسب عادة الإهمال وعدم الالتزام. وهذا هو روتينه فتراه لا يستطيع إتمام شيء، لأنه ببساطة تعود على عدم الالتزام.
والآن كيف نربط عادة جديدة بأخرى قديمة، سأضرب لك مثلا، أنا لست ممن يحب الرياضة ولكن لصحتنا يجب أن نقوم بالصحيح حتى لا نندم عند المشيب.
ومن عاداتي مشاهدة الأفلام مساء، لذا وضعت آلة الرياضة (دراجة أيروبيك) أمام التلفاز، ووقت الفيلم الذي أشاهده أقوم بممارسة الرياضة لنصف ساعة أو أحياناً ٤٠ دقيقة، دون أن أشعر بمرور الوقت، لانسجامي بمشاهدته الفيلم.
الخطوة الثانية: أبدأ بخطوات صغيرة بسيطة سهلة
لا تبالغ أول الأمر فجسمك وعقلك له ذاكرة تعود على حالات وأمور كنت تقوم بها، لذا لا يمكنه التأقلم بسهولة.
خذه بهدوء ورويه، وقم بزيادة الوقت أو المجهود تدريجياً، أو التزم بفترة محددة بشكل ثابت، مثلاً إن كنت تريد اكتساب عادة القراءة، حدد وقت معين مثلًا 15 دقيقة كل يوم أو عدد صفحات معينة مثل 5 صفحات يوميا لا تزيد.
صدقني ذلك يكفي، لا تزيد على ذلك حتى لا تشعر بأن ذلك عبء يضاف إليك وتشعر بالإحباط من عدم قدرتك على تحقيقه.
الفكرة أنك تريد أن تكون سعيدًا فيما تفعل لا تشعر بالهم والغم وكأنك معاقب.
الخطوة الثالثة: افعل ذلك بشكل متكرر
يفضل أن يكون ما تقوم به يومي أو حدد أيامًا ثابتة للقيام بما ترغب مثلا الذهاب إلى النادي مرتين أسبوعياً لتعلم السباحة.
أشجع تكرار ما تقوم به يومياً في المهارات التي تتطلب ذلك، مثل تعلم اللغة أو الخط أو التصوير والتصميم.
إن تكرار ما تقوم به يومياً يجعلك في حالة اتصال دائم بمتطلبات اكتساب المهارة من معرفة وإجادة وممارسة، أما الانقطاع لبعض الأيام قد يقطع هذا الاتصال.
الخطوة الرابعة: صمم نظام لمتابعة تقدمك
علمونا في الإدارة ما لا يمكن قياسه لا يمكن إدارته، وهذا ما نقصده هنا، إن وجود سجل لمتابعة تقدمك له عدة فوائد:
- يصور لك تقدمك بشكل مرئي يمكن رؤيته وملاحظته.
- يُعرفك على مدى التزامك وانضباطك، فكثيراً ما لا تجد نتائج فتحبط وتكون الحقيقة في عدم الانضباط بشكل جاد.
- لمعرفة جوانب القصور والخلل، وتعديل أو تغيير أسلوبك إن لم تجد نتائج ملموسة.
- الحفاظ على سجل للذكريات خاصة الجميلة منها عندما تصل لما تريد ولابد أن تكافئ نفسك بذلك.
الخطوة الخامسة: الإيجابية في التفكير
قد تكون هذه الخطوة هي أهم خطوة ولربما كان من المفترض وضعها في أولى الخطوات.
ما أريد أن أوضحه هنا أن لا تستعجل النتائج وكن واقعيًا إيجابيًا منطقيًا في تقييمك لنفسك وأهداف ورغبتك بتطوير نفسك.
أجد كثيراً من الناس من يلقي اللوم على الظروف والآخرين أو حتى على نفسك بوصفها بالغباء أو صفات أخرى هدامة، وبالتالي، يشعر بالإحباط وعدم جدوى ما يقوم به.
التزم شهراً على هذه الخطوات وقاوم أي معوقات أو حول أي أفكار سلبية تصل لذهنك إلى أفكار إيجابية، حدث نفسك بثقة وأحنو عليها وساعدها للنهوض مجدداً، أخبرها أنه إن لم تساعد نفسها فلن يساعدها أحد.
أخبرها أن الظروف صنعت لخلق خيارات جديدة ويجب عليها أن تختار الخيار الأفضل، ولحياتنا ومستقبلنا، وهذا لن يأتي إلا بالصبر.
أخبرها أن لها طريق يجب أن تسير فيه دون النظر لغيرها ممن عبروا الطريق أو زلوا، لأن تجربتها فريدة معنية بها لا بغيرها.
أخبرها أن حصاد ثمار السمو والرفعة غداً يأتي بزرع اليوم، لذا يجب أن تقومي فتغرسي وتروي زرعك.
فلن تنالي المجد حتى تسعي بجدية لطلب العلى.