You are currently viewing جيل ألفا: الجيل الأول من المواطنين الرقميين
Photo by Julia M Cameron

جيل ألفا: الجيل الأول من المواطنين الرقميين

جيل ألفا هو الفئة السكانية التي تلت الجيل Z، وهم أبناء الجيل Y (جيل الألفية) والجيل Z ، وتعتبر هي الجيل الأول الذي يولد بالكامل في القرن الحادي والعشرين. كما أنهم الجيل الأكثر تنوعًا في التاريخ وعلى مر العصور حيث يمثله جميع سكان العالم بسبب التواصل السهل والسريع بين الشعوب في أنحاء العالم.

جيل ألفا هم سكان رقميين، يعيشون مع الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، ومتصلون باستمرار بالإنترنت، وقد جعلهم ذلك أكثر مهارة في استخدام التكنولوجيا وأكثر راحة في التعامل الافتراضي، كما وفر لهم فرصة التعرض على الثقافات والغات مختلفة أكثر من الأجيال السابقة.

سيصبح جيل ألفا من أكثر الأجيال ريادية في الأعمال وذات عقلية متفتحة أكثر من الأجيال السابقة، وهذا ما سيجعلهم يبدءون أعمالهم الخاصة في وقت مبكر، ولهم اهتمامات تطوعية وقضايا إنسانية وبيئية في المستقبل.  

خصائص جيل ألفا Alpha Generation

قد يكون من الصعب تحديد جميع خصائص جيل ألفا، ولكن من الواضح أنهم يتمتعون بمجموعة فريدة من التجارب والقيم التي ستشكل عالم الغد.

بشكل عام تتمثل بعض الخصائص الرئيسية لجيل ألفا فيما يلي:

الطلاقة الرقمية

بما أن جيل ألفا نشأ مع الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، فلا شك بأن قدراته ومهاراته الرقمية عالية جداً، فهم لا يعرفون كيفية التواصل بغيرها حيث لم يخوضوا تجربة التعامل بدون انترنت كما كانت الأجيال السابقة، بل قد يتعجبون عندما تحكي لهم عن أن الإتصال بالدول الأجنبية لم يكن متاحاً من قبل، وأن تواصلك مع شخص في دولة أخرى قد يتطلب منك الذهاب إلى الإسنترال الرئيسي للأتصال دولياً.

وقد يتعجب جيل ألفا من شرائط الكاست وطرق التصوير والطباعة غير الرقمية، ويجد صعوبة في تصور كيف كانت الحياة صعبة ومستحيلة.. في حين أننا وقتها لم يكن ذلك يشكل فرق كبير لنا.

Photo by Stas Knop

النظرة العالمية للعالم

 جيل ألفا لديه نظرة عالمية للعالم، حيث نشأ هذا الجيل وهو على اتصال بأخبار العالم والثقافة المختلفة، ويرجع ذلك للإنترنت وفرصة التواصل والوصول للأخبار والمعلومات بكبسة زر، لذا سنجدهم أكثر وعيًا بالتحديات التي تواجه العالم، مثل تغير المناخ والظلم الاجتماعي وقضايا التنمر والأقليات وغيرها، مما سيجعلهم أكثر انفتاحًا وأكثر استعدادًا لاتخاذ إجراءات لإحداث فرق.

روح ريادة الأعمال

لدى جيل ألفا فرص أكثر في ريادة الأعمال من الأجيال السابقة، هم أكثر قدرة على بدء الأعمال التجارية الخاصة بهم وأخذ المخاطرة بتكاليف أقل، وأكثر إبداعًا وابتكارًا، والفرص متاحة لهم لعرض أفكارهم الإبداعية وقدراتهم المهارية وسيجدون الجهات الداعمة بكثرة.

العقلية المدنية

 جيل ألفا يتمتع بعقلية مدنية أو حضارية أكثر من الأجيال السابقة، سنجدهم يتطوعون بوقتهم لمساعدة الآخرين والمساهم في مجتمعاتهم والقلق بشأن العدالة الاجتماعية والقضايا البيئية.

 بالرغم من قول البعض أنه جيل أكثر أنانية إلا أن زيادة الوعي والاندماج الثقافية لا يدل على ذلك خاصة بوجود توعية لهذا الجيل بهذه القضايا منذ الصغر وبشكل مكثف.

جيل ألفا جيلًا له مستقبل مشرق، وإمكانيات غير عادية لم تكن موجودة من قبل، هو جيل مستعد جيدًا للتعامل مع تحديات القرن الحادي والعشرين، وهم مستعدون لإحداث تأثير إيجابي على العالم.

التحديات التي تواجه جيل ألفا

على الرغم من هذه الخصائص والإمكانات المتوفرة لجيل ألفا إلا أنه سيواجه الكثير من التحديات والتي تبدو بعضها واضحة لنا، والبعض الآخر ستتجلى لهم في مستقبلهم، من هذه التحديات:

ظهور الذكاء الاصطناعي

 أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) وتطوره السريع يشكل تهديداً للقوى العاملة في المستقبل، مما يزيد من مستوى التنافس ليس مع البشر وإنما مع الذكاء الاصطناعي على الوظائف، ويتطلب الأمر تطوير مهارات جديدة وطرق تفكير مختلفة عما عاشته الأجيال السابقة ليستطيع التميز في عالم سيطر عليه الذكاء الاصطناعي.

أزمة المناخ والتلوث البيئي

 تعتبر أزمة المناخ واحدة من أكثر التحديات إلحاح التي تواجه العالم اليوم، وهي في حالة تصاعد مستمر، ولذا سيحتاج جيل ألفا إلى الاستعداد للتعامل مع آثار تغير المناخ، وإيجاد حلول مستدامة تحد من التلوث البيئي وتكون صديقة للبيئة وهذا ما حاولت الأجيال السابقة والحالية من فعله للتحقيق تنمية مستدامة حفاظاً على هذه الأرض للأجيال القادمة، فنشر الوعي واتخاذ قرارات وإجراءات لهذا الشأن إلا أنها بطيئة وتأثيرها ضعيف وخاضعة لقوانين وقوى سياسية واقتصادية.

ظهور بعض المشكلات الاجتماعية

قد يظهر في هذا الجيل من المشكلات الاجتماعية الكثير نظراً، للتواصل في العالم الافتراضي أكثر من الواقع الحقيقي، مثل الشعور بالوحدة وعدم الثقة والطموح المبالغ فيه وحب الظهور والشهرة، بالإضافة إلى التصرف بشكل غير مسؤول للفت انتباه الجميع ما يترتب على ذلك من أثر في معاملته والسلوكياته ونفسيته، وقد ظهرت هذه المشكلات في جيل الألفية وجيل Z وهو ما سيستمر على الأغلب مع بقاء الأسباب دون علاج.

الخلاصة

جيل ألفا هو الجيل الأول الذي يولد بالكامل في القرن الحادي والعشرين وهو جيل رقمي ولديه نظرة عالمية وأتساع في المعرفة والمعلومات، ويطمح لريادة الأعمال والفرصة مواتيه لذلك.

ويبدو أن الذكاء الاصطناعي والروبورتات سيكونا زملاء هذا الجيل في العمل وقد يعاني من مشكلات مهنية واجتماعي.

على الرغم من هذه التحديات، فإن جيل ألفا في وضع جيد للنجاح، حيث يعتقد أنهم جيل من المبتكرين ورجال الأعمال، وحريصون على إحداث تغيير في العالم، وتشكيل المستقبل الخاص بهم.

د. سناء عمر عبد الجبار

دكتوراه في إدارة الموارد البشرية، محاضرة ومدربة دولية معتمدة، خبرة أكثر من 15 عامًا في مجال التعلم والتطوير شغوفه بتطوير المواهب وعضو في جمعية تطوير المواهب ATD