You are currently viewing كيف تجبر عقلك على فعل الأشياء الصعبة

كيف تجبر عقلك على فعل الأشياء الصعبة

“هل شعرت يومًا بأن عقلك هو العائق الأكبر أمام تحقيق أحلامك؟ كأنك في معركة دائمة مع التشتت والمقاومة؟”


تجد نفسك طموح مليء بالإمكانات، لكن تجد نفسك مرارًا تغرق في دوامة من التسويف والراحة المزيّفة. هذا المقال يرسم رحلة ملهمة نحو كسر قيود العقل، بأسلوب يجمع بين الفلسفة والتجارب الواقعية.

البداية: معركة العقل مع التشتت

نعيش في عصر يشبه ساحة معركة مزدحمة. هواتفنا، إشعاراتنا، والمهام المتراكمة تشتتنا باستمرار. هل تساءلت يومًا لماذا نميل إلى الراحة بدلًا من مواجهة ما نخافه أو نجده صعبًا؟

“العقل ليس عدوك، ولكنه حارس بوابة الراحة”، هكذا تدرك أن مقاومتك للعمل ليست سوى آلية دفاعية يتبعها العقل لحمايتك من المجهول أو الألم.

لكن كيف نواجه هذا العقل الذي يبدو كحاجز بيننا وبين أهدافنا؟ الإجابة تبدأ بالوعي.

الوعي: الخطوة الأولى نحو التحرر

“قبل أن تغير عقلك، عليك أن تفهمه.”

أعلم أن المراقبة دون حكم هي المفتاح الأول. عندما  تجلس بهدوء وتلاحظ أفكارك تتقافز كالأمواج، تنبه أنها ليست أعداء يجب قمعها، بل إشارات لفهم أعماقك.

“لا تقسو على عقلك، بل كن له صديقًا.”

هكذا تبدأ بفهم أن هذا السكون الداخلي هو أساس التغيير.

التدفق مع الحياة: الحكمة من زهرة اللوتس

“عندما تترك الأمور تسير، ستنجز كل شيء.”

من تعاليم الفيلسوف الصيني لاو تزو، أن سرّ التقدّم يكمن في التماشي مع تدفق الحياة. فلا ترى التحديات كأعداء، بل كجزء طبيعي من الرحلة.

هل لاحظت يومًا كيف تنمو زهرة اللوتس في بركة موحلة، ومع ذلك تظل نقيّة وجميلة؟ هكذا تمامًا، عندما نواجه الصعوبات بتقبّلها بدلًا من مقاومتها، نجد أن القوة الحقيقية تكمن في التكيّف، لا في الصراع.

السكون: أداة لصقل الذهن

في عصر الضوضاء، السكون هو السلاح السري.

أجلس في تأمل صامت، حيث تواجه عقلك المضطرب وجهاً لوجه. ليس الأمر سهلاً؛ في البداية، ستجد عقلك يقاوم هذا السكون بشدة، لكنك ستدرك تدريجيًا أن القوة الحقيقية تأتي من الداخل، من لحظات التأمل التي تمنحك وضوحًا يُضيء مسارك.

من التأمل إلى العمل الهادف

“لا يكفي أن تجلس بصمت، عليك أن تُترجم هذا السكون إلى أفعال.”

يجب أن تدرك أن التأمل لا يهدف إلى الهروب من المسؤوليات، بل إلى تجهيز العقل لمواجهتها. أبدأ بالتعامل مع المهام اليومية بتركيز وهدوء.

أسأل نفسك دائمًا: “كيف أستطيع أن أُنجز هذه المهمة بنية حقيقية؟” ومع كل خطوة مدروسة، كان يشعر بأنه أقرب إلى أهدافه.

التركيز: القوة الخفية في الحياة

“الإتقان الحقيقي هو التوازن بين العقل والجسد.”

في زمن نعاني فيه من تعدّد المهام، يجب أن تتعلم درسًا بسيطًا ولكنه عميق: التركيز على مهمة واحدة في كل مرة.

عندما يكون العقل هادئًا، تصبح الأفعال أكثر اتساقًا ودقة. لا تستعجل النتائج، بل تبنى طريقة “العمل بنية” التي تجمع بين الوضوح الذهني والتنفيذ المتقن.

الصبر: سرّ التقدّم البطيء والمستدام

مثل زهرة اللوتس التي تزهر ببطء وجمال، أعلم أن التقدم الحقيقي لا يأتي بالاستعجال، بل بالصبر.

قل لنفسك: “كل خطوة صغيرة تقربني من هدفي، فلا حاجة إلى التسرع.”

هذا التغيير في العقلية لم يمنحك فقط راحة نفسية، بل سيجعلك تقدّر الرحلة بحد ذاتها، وليس فقط الوجهة.

ختام الرحلة: زهرة اللوتس كرمز للحياة

في كل مرة تجد نفسك مترددًا أو مشتتًا، تذكر زهرة اللوتس التي تنمو بصبر وسط الوحل.

هذه الرحلة هي دعوة لنا جميعًا لاحتضان السكون، والتحلي بالصبر، والتركيز على ما هو مهم حقًا.

هل ستبدأ رحلتك الخاصة نحو فهم عقلك، والانطلاق نحو أهدافك؟

د. سناء عمر عبد الجبار

دكتوراه في إدارة الموارد البشرية، محاضرة ومدربة دولية معتمدة، خبرة أكثر من 15 عامًا في مجال التعلم والتطوير شغوفه بتطوير المواهب وعضو في جمعية تطوير المواهب ATD

اترك رد