You are currently viewing تجربة الموظف : التوجه الحديث لإدارة الموارد البشرية

تجربة الموظف : التوجه الحديث لإدارة الموارد البشرية

أصبح مفهوم تجربة الموظف ذا أهمية متزايدة حيث تسعى المنظمات إلى زيادة الكفاءة مع الاعتراف أيضًا بالحاجة إلى قوة عاملة سعيدة تشعر بتقدير أصحاب العمل. 

لذا بدأت المنظمات في فهم كيف يمكن للتجارب الإيجابية أن تؤدي مباشرة إلى مستويات إنتاجية أعلى من الموظفين الذين يشعرون بأنهم مشمولون في عمليات صنع القرار داخل فرقهم أو الإدارة التي ينتمون إليها.

تنطوي تجربة الموظف على إجراءات هامة من شأنها بناء الثقة بين الفرق مما يخلق علاقات أقوى على جميع المستويات داخل المنظمات وبما يؤدي في النهاية إلى نتائج أداء أفضل عبر جميع الإدارات.

ما هي تجربة الموظف ؟

تجربة الموظف هي مجموع جميع التفاعلات بين الموظف والمنظمة التي يعمل فيها، وذلك يشمل جميع جوانب رحلة الموظف، منذ الالتحاق بالمنظمة إلى الخروج منها لأي سبب كان، من التدريب إلى التطوير الوظيفي، ومن التكنولوجيا المستخدمة إلى الثقافة التنظيمية، وتعتبر عاملًا رئيسيًا في اندماج الموظفين والاحتفاظ بهم، وهي ضرورية لخلق بيئة عمل إيجابية.

وتشير تجربة الموظف إلى مجموع الانطباع الكلي الذي يتركه الموظف لكل نقطة اتصال خلال دورة حياته في الشركة، حيث يتضمن ذلك أشياء مثل التفاعلات مع الزملاء والمديرين والأنظمة، بالإضافة إلى مساحة العمل المادية والافتراضية.

أهمية تجربة الموظف

الموظفون هم العملاء في مكان العمل، وتحقيق تجربة إيجابية لهم في العمل ينعكس على تحقيق تجربة إيجابية للعملاء خارج المنظمة.

لذا تعتبر تجربة الموظف مهمة لأنها تؤثر على كيفية نظر الموظفين إلى عملهم وطريقة أدائهم له، كما يمكن أن تؤدي تجربة الموظف الإيجابية إلى زيادة اندماج الموظفين والاحتفاظ بهم، وتحسين الروح المعنوية والإنتاجية، وتحسين خدمة العملاء.

من ناحية أخرى، يمكن أن تؤدي تجربة الموظف السلبية إلى زيادة معدل الدوران وانخفاض الروح المعنوية وانخفاض الإنتاجية، بالإضافة إلى انخفاض رضا العملاء، مما قد يكون له تأثير سلبي على أرباح المنظمة.

وهذا يتطلب القيام بإجراءات تحسينة كلما تتطلب الأمر ذلك، حتى نضمن بقاء فاعلية أداء الموظفين في تزايد مستمر.

كيفية تحسين تجربة الموظف

يبدأ تحسين تجربة الموظف بفهم ما يحتاجه موظفوك ويريدونه، اطلب منهم ردود الفعل واستمع إلى أفكارهم، تأكد من سماع أصواتهم ومعالجة مخاوفهم. وهذا يقودنا إلى مصطلح صوت الموظف، فماذا نعني بصوت الموظف.

صوت الموظف

Photo by Headway on Unsplash

مفهوم “صوت الموظف” يعني كل العمليات التي تمكن الموظفون، بشكل مباشر وغير مباشر، من المساهمة في صنع القرار في شركة.

صوت الموظف هو الطريقة التي ينقل بها الموظفون وجهات نظرهم إلى صاحب العمل ويؤثرون على الأمور التي تؤثر عليهم في العمل.

بالنسبة للمنظمة، يساهم الصوت الفعال في بناء الثقة مع الموظفين والابتكار والإنتاجية والتحسين التنظيمي.

أما بالنسبة للموظفين، غالبا ما يؤدي التعبير عن الذات بالصوت المسموع إلى الشعور بالتقدير وزيادة الرضا الوظيفي والتأثير وفرص أفضل للتطور، ولذلك يعتبر صوت الموظف مهمًا في خلق بيئات عمل شاملة وتفاعلية.

يضاف إلى ذلك التركيز على تهيئة بيئة عمل إيجابية، وتزويد الموظفين بالأدوات والموارد التي يحتاجونها للقيام بعملهم، والاستثمار في فرص التدريب والتطوير، والأهم من ذلك، أظهر لموظفيك أنك تقدرهم وتقدر مساهماتهم.

اللحظات المهمة في رحلة حياة الموظف

أنت تقضي حوالي 30 في المائة من يومك في العمل، وتخيل أن تكون تجربتك في العمل سيئة، كيف ستكون حياتك؟

تحاول المنظمات اليوم في جميع أنحاء العالم معرفة كيف يتعين عليها إعادة تصميم رحلة حياة الموظف في العمل من خلال التركيز أكثر على الموظف، كونه إنسانًا لديه مشاعر وأحاسيس تفرض نفسها على حياته أي كانت عملية أو اجتماعية. 

الروبوتات لا تهتم بالتجارب في العمل ولكن البشر يهتمون بذلك، وبما أن البشر هم صانعوا الروبوتات فمن باب الأحرى أن تسعى المنظمات لخلق لحظات سعيدة خالدة في ذكرى موظفيها، وفي سجل تاريخهم المهني. 

وهنا يجب أن تسأل المنظمة نفسها عن اللحظات المهمة في رحلة حياة الموظف، وكيف يمكن تحسينها بطريقة تزيد من رغبة الموظف في البقاء فيها وتقديم أقصى مجهوده لرفع مستوى الأداء في العمل.

البيئات المحفزة لتجربة الموظف إيجابية

Photo by Austin Distel on Unsplash

أولاً: البيئة الثقافة التنظيمية 

الثقافة جزء أساسي من تجربة الموظف، إن المعتقدات والقيم والسلوكيات المشتركة هي التي تشكل الطريقة التي يعمل الموظفون بها ويتفاعلون مع بعضهم البعض، ويمكن أن تساعد الثقافة الإيجابية في تعزيز التعاون والإبداع والابتكار.

يبدأ خلق ثقافة إيجابية بالقيادة، حيث يجب على القادة أن يكونوا قدوة للعاملين، ويجب أن يعززوا بيئة عمل مفتوحة وشاملة حيث يشعر الجميع بالاحترام والتقدير، يجب عليهم أيضًا تزويد الموظفين بالأدوات والموارد التي يحتاجون إليها للقيام بوظائفهم وتحقيق النجاح المطلوب.

ويعتقد أن البيئة الثقافية هي أهم بيئة يجب الاهتمام بها لخلق تجربة موظف مقنعة وجاذبة لأفضل الموهب للإلتحاق بالمنظمة.

ثانياً: البيئة المادية

البيئة المادية هي المحيط الذي يعمل فيه الموظفون، ويتضمن كل شيء بدءًا من الديكور واللواحات المعلق على الحائط إلى الوجبات التي قد تقدمها المنظمة في الكافتيريا.

ليس سرا لماذا البيئة المادية مهمة، جميعنا نرغب في قضاء أيام عملنا في بيئات ملهمة، تساعدنا مساحات العمل الجميلة والمناسبة لطبيعة العمل على الشعور بمزيد من الإبداع والمشاركة والاتصال بالمنظمة التي نعمل فيها.

ثالثاً: البيئة التكنولوجية

يمكن أن تكون التكنولوجيا أداة قوية لتحسين تجربة الموظفين، ويمكن أن تساعد في تبسيط العمليات، وأتمتة المهام المملة، وتزويد الموظفين بالمعلومات التي يحتاجونها للقيام بوظائفهم بشكل أكثر فعالية.

ومع ذلك، من المهم أن تتذكر أن التكنولوجيا هي مجرد أداة، يجب استخدامها لتعزيز تجربة الموظف وليس لاستبداله، يجب استخدام التكنولوجيا لتحسين الاتصال والتعاون وصنع القرار وتسريع إنجاز المهام، وليس لتحل محل التفاعل البشري.

مستقبل تجربة الموظف

مستقبل تجربة الموظف مشرق، وفي طريقة للتطور، حيث تركز الشركات بشكل متزايد على خلق تجربة موظفين إيجابية.

يدور مستقبل تجربة الموظفين حول خلق ثقافة الاندماج والاحترام، وخلق تجربة إنسانية تراعي المبادئ والقيم التي تزرع المحبة والإيجابية وتمنع التنمر والاضطهاد والسلبية في العمل. 

كما تهدف المنظمات بخلق تجربة فريدة لموظفيها لتعزيز علامتها التجارية وخلق مواهب قادرة على خلق قيمة مضاف لعملياتها ومخرجاتها تدعم نموها وقدرتها على الابتكار وخلق ميزة تنافسية.

Sana Omar

محاضرة مستقلة في إدارة الأعمال ومدربة دولية معتمدة من مركز تنمية أعضاء هيئة التدريس جامعة القاهرة – جامعة ميزوري الأمريكية، ومقيمة معتمدة في تقييم الإبداع الكامن من المركز الدولي للتربية الإبتكارية ICIE – ألمانيا.