ظهر مصطلح الذكاء العاطفي في الولايات المتحدة الأمريكية قبل أكثر من عشرين عاماً، إذ لاحظ علماء النفس والسلوك هناك أن نجاح الإنسان وسعادته في الحياة لا يتوقفان على ذكائه العقلي فقط، وإنما على صفات ومهارات قد توجد وقد لا توجد عند الأشخاص الأذكياء.
وأطلق العلماء على هذه الصفات والمهارات تسمية الذكاء العاطفي، ورمزوا له بالرمز [EQ) Emotional Quotient)] مقابل ال [IQ) Intelligence Quotient)] رمز الذكاء العقلي.
وبدأ العلماء بإجراء أبحاث وإحصائيات حول هذا الذكاء الذي اكتشفوه، وأكدت الأبحاث بما لا يدع مجالاً للشك أن النجاح والسعادة في الحياة متوقفان على مستوى الذكاء العاطفي عند الإنسان، وليس على مستوى ذكائه العقلي.
وقد رُوج له كثيراً، وأصبح يدرس في الجامعات ويدرب في الشركات للموظفين، لما له من قيمة في تحسين أداء العاملين وتحسين علاقتهم بزملاء العمل.
والذكاء العاطفي يعني باختصار قدرة الإنسان على التعامل الإيجابي مع نفسه ومع الآخرين.
لكن مع كثرة الهجرات وقرب المسافات وتكون شركات متعددة الجنسيات وإنتشار الإنترنت والتجارة الإلكترونية والتعامل مع جنسيات وثقافات مختلفة، ظهر نوع جديد من أنواع الذكاء والمعروف بالذكاء الثقافي [CQ) Culture Quotient)].
يعتبر الذكاء الثقافي الآن مهارة لازمة الإكتساب، خاصة لشخصيات الدبلوماسية ورجال الأعمال والعاملين في مجالات العمل التي تتعامل مع جنسيات وثقافات مختلفة.
يمكن أن نعرف الذكاء الثقافي بأنه أعلى درجات الإدراك الثقافي، والتي تجعل الشخص أكثر تمييزاً لمعرفة الأشخاص من عروق مختلفة وامتلكه لمعرفة واسعه في العادات والتقاليد والمعتقدات لمختلف الجنسيات والجماعات العرقية والدينية.
كما يعكس أيضاً مدى دافعية الشخص على مقاومة الموانع الثقافية والثقة في قدرته على التواصل مع الناس من مختلف الثقافات.