إن ضمان وجودك في وظيفة لم يعد يحقق الأمان والاستقرار الوظيفي المزعوم في وقتنا الحاضر، فمع التغيرات الحاصلة في عصر السرعة والأزمات الاقتصادية الخانقة مع زمن كورونا وحروب الدول المسيطرة اقتصادياً على العالم، بات لابد من أن تفكر في المستقبل بشكل مختلف.
المحتويات
ما هي أهدافك المهنية؟
الهدف المهني هو هدف يتعلق بالعمل أو الوظيفة التي تشغلها وماذا تريد أن تحقق منها على المستوى الشخصي والعملي.
يجب أن تفكر في مهنتك كأنها مشروع تجاري، أساسه أنت، وللأسف ينجرف الكثير من الموظفين في دوشة الحياة والعمل دون أن يكون لديهم إدراكًا ملموسًا لما هي أهدافهم أو ما يحاولون تحقيقه في الحياة.
ويختلف كل منا في ما يريد أن يحقق ولكن يجب أن تعرف ماذا تريد، وتعرف الوجهه التي تريد أن تذهب إليها.
وعلى الرغم من وضوح الأمر وبساطته، إلا أن القليل جداً من قام بتحديد أهدافه المهنية، ويترك الأمر مفتوحًا ليرى إلى أين ستأخذه الرياح أو الشركة التي يعمل فيها.
والحقيقة أن رسم طريق خاص بك يعتبر أمرًا صعباً، وأغلبنا يميل للراحة فيختار أول وظيفة تلوح في الأفق ونبقى فيها إلى أن تأتي فرصة أفضل أو يتم تسريحنا أو فصلنا من العمل لسبب ما أو إلى سن التقاعد، إلا أن الأمر يجب أن يُأخذ بغاية الجدية.
إذن لتفتح صفحة جديدة لتحديد هدف لحياتك المهنية، ولا تقبل أن تسير في الحياة بشكل عشوائي.
كيفية تحديد الأهداف المهنية؟
والآن اختر مكانا هادئاً وخذ ورقة وقلمًا وأجب على هذه الأسئلة بكل وضوح وتفكير عميق ومنطقي.
- ما تريد من الوظيفة التي تعمل فيها حالياً؟ هل تحب أن تضل في هذه الشركة طول حياتك أم أنك تطمح إلى الانتقال إلى شركة أكبر؟
- هل تفكر بأن تكون رئيس مجلس الإدارة فيها؟ ما المدة التي يمكن أن تستغرقها لذلك؟ وما المطلوب عمله لتحقيق ذلك؟
- هل هذه الوظيفة مؤقتة بالنسبة لك وتريد أن تنتقل لوظيفة أخرى ولكنك غير مؤهل لها؟ إذن كيف يمكن أن ترفع من مهاراتك وقدراتك؟ أو ما هي الشهادات التي يجب أن تتحصل عليها؟
- هل تريد أن تصبح رائد أعمال تصنع منتجك الخاص وتطرحه في السوق؟ وما هو هذا المنتج وكم المدة التي تحتاجها لتحقيق ذلك؟
يمكنك وضع أسئلة أخرى تحت كل سؤال من هذه الأسئلة حسب حالتك ومجال اهتمامك والفرص المتوفرة أمامك، لأن الأمر يحتاج إلى التفكير بشفافية، وينبغي أن تقوم بعملية عصف ذهني لتعرف وتحدد ما الذي تريده جيد.
ولا تقلق من تزاحم الأفكار، أو كبر حجم الأهداف، بل على العكس أحلم كما تريد واجعل هدفك كبيراً بما يكفي، وحتى إن لم يكن محددًا بشكل جيد لا بأس، لأنه من الصعب تحديد أي شيء بعيد المنال بوضوح، كل ما هو مطلوب في هذه المرحلة هو تحديد الوجهة حتى تعرف إلى أين ستذهب.
يجب أن تمنح نفسك الكثير من الوقت للتفكير في مستقبلك وإن لم يكن لديك على الأقل هدف واحد واضح ومحدد تسعَ لتحقيقه، فعلى الأغلب أنت كسفينة تطفو بلا هدف في المحيط، تأخذها الأمواج حيث شاءت ويُخشى عليكِ من الغرق.
قسم هدفك المنشود إلى أهداف صغيرة
والآن، بمجرد تحديد هدفك الكبير بعيد المدى، فإن الخطوة التالية هي رسم مسار للوصول إليه من خلال تحديد أهداف أصغر على طول الطريق، أرسم خطوات بسيطة يمكن إنجازها وكلما اقتربت من هدفك أكثر، كلما اتضحت الصورة أكثر وظهرت المعالم وقمت بالتعديل في أهدافك حسب المعطيات الواضحة أمامك.
تبقيك الأهداف الصغيرة على المسار الصحيح وتحفزك حتى تستمر في الاتجاه نحو هدفك الأكبر، أما إذا بدأت بتحقيق هدف كبير دون تجزئة، فسينتابك الإرهاق والإحباط وربما الاستسلام، أم الأهداف الأصغر تشعرنا بالإنجاز والرضا وتدفعنا للمضي قدماً.
يمكنك وضع أهداف ذكية SMART Goal والتي تساعدك في جعل الأهداف أكثر منطقية وقابلة للقياس والتطبيق ومحددة بمدى زمني مناسب للتنفيذ.
ضع خطة
إن التفكير في المستقبل وتحديد أهداف لمسيرتك المهنية ليس بالأمر الكافي، وإنما ستبقى أحلام على ورق إن لم تخطط لتحقيقها بشكل فعال وترسم طريق لتسير عليه.
يتطلب التخطيط القيام بعدة خطوات حتى ترسم طريقك في تحقيق أهدافك.
جمع المعلومات
جمع المعلومات اللازمة عن موضوع هدفك ومعرفة ما هي المتطلبات والموارد اللازمة لتحقيقه، مثلاً لو قلنا إن هدفك هو الانتقال بعد عامين للعمل في شركة أكبر من الشركة التي تعمل فيها، إذن ينبغي أن تبحث عن أشهر الشركات التي تعمل في نفس المجال وما هي مميزاتها ولماذا ترغب في الانتقال إليها وتجمع المعلومات الكافية عن متطلبات العاملين فيها.
تحديد الخطوات
بعد جمع المعلومات أبدأ بوضع خطوات لاكتساب المهارات والخبرات التي ستؤهلك لتكون أحد الموظفين في هذه الشركة عند التقديم، كأن تسجل مثلا في دورات تدريبية أو تعلم لغة أو دبلوم في مجال متخصص، أو أن تبدأ بإعداد مشاريع في عملك الحالي تحاكي أعمال الشركة التي ترغب بالعمل فيها، مما يكسبك سابقة أعمال تشابه الأعمال التي تقوم بها الشركات الكبرى.
التركيز
يعتبر التركيز من المهارات المهمة التي نفتقر إليها في عالمنا المتسارع، حيث تجذبك المغريات يمنة ويسرى وتمر الأيام ولم تنجز شيئا، لذا يجب أن تركز في كل مرة على مهارة واحدة لاكتسابها، مثلاً إن كنت ترغب في تعلم التصميم خصص ثلاثة شهور لذلك ولا تشتت نفسك بمهارة أخرى حتى تتقن هذه المهارة بشكل يسمح لك بالعمل بالأساسيات فيها بشكل جيد ثم سيأتي الإتقان مع التطبيق خلال العمل.
مثال آخر، بافتراض أنك ترغب في زيادة معلومات عن القانون التجاري أو طريقة إعداد مراجعات حسابية يمكن تخصيص ساعتين يومياً لقراءة وتعلم ذلك فقط، ولا تبدأ في موضوع أخرى حتى تستوعب هذا الموضوع بشكل يمكن من العمل فيه، ثم انتقل لمهارة أخرى.
قيم أهدافك
يجب أن تتبع أهدافك وترعها وتقيمها بشكل مستمر، هذا يجعلك على علم بنسبة الإنجاز ويعطيك مؤشرًا على أنك تسير على الطريق الصحيح أم أن عليك التعديل في ذلك، ولذا يفضل وضع نظام لتتبع أهدافك ومراجعة مستوى التقدم فيها وذلك لعدة أسباب:
- يجب عليك تتبع وتحديث الأهداف التي حددتها لنفسك بشكل دوري – وتعديلها إذا لزم الأمر. أنت لا تريد أن تبتعد أميالاً عن مسارك قبل أن تكتشف خطأك، وربما لا تريد أن تسافر بعيدًا في مسار يتبين أنه المسار الخطأ أيضًا.
- أوصي بتعيين فترات منتظمة للتحقق من أهدافك – سيساعدك هذا على إجراء تعديلات عند الحاجة. قد ترغب في مراجعة الأهداف التي حددتها لكل أسبوع في نهاية ذلك الأسبوع قبل التخطيط للأسبوع القادم، الشيء نفسه ينطبق على كل شهر وربع سنة وسنة.
- قد يكون من المفيد التفكير في ما أنجزته خلال فترات زمنية صغيرة وكبيرة حتى تتمكن من معرفة ما إذا كنت تحقق المقدار الصحيح من التقدم أو أنك بحاجة إلى إجراء نوع من التعديل.
إذا تتبعت هذه الخطوات بشكل دائم ومنتظم لن يمر عام إلا وقد وصلت لهدفك أو أقتربت منه بشكل كبير، وستشعر باختلاف كبير في مسارك المهني وطريقة تعاملك مع حياتك المهنية.
الخلاصة
غالباً ما نهمل التخطيط لحياتنا المهنية بمجرد حصولنا على وظيفة وتشغلنا مجريات الأيام عن التفكير في المستقبل، لذا للتفكير في مسارك المهني ينبغي عليك وضع هدف كبير وتجزئته إلى أهداف صغير ووضع خطوات لتحقيقها ومراعتها بالمتابعة والتقييم المستمر، ولذلك بعد قراءة هذا المقال:
- اكتب هدفًا رئيسيًا واحدًا على الأقل لحياتك المهنية.
- قسّم هذا الهدف الرئيسي إلى أهداف أصغر تتوافق معها (شهور، أسابيع ، أيام).
- اكتب هدفك الرئيسي حيث يمكنك رؤيته كل يوم لتذكيرك بما تسعى إليه.
- ضع نظامًا لمتابعة وتقييم مدى تحقيقك لأهدافك.
انفوجرافيك
