تحدثنا في مقالات سابقة عن إدارة الموارد البشرية الخضراء ، وتلتها مقالات أخرى عن كيفية ربط وظائف إدارة الموراد البشرية بإدارة البيئة وجعلها تنهج النهج الأخضر، وكيف يمكن دمج ممارسات البيئة مع ممارسات إدارة الموارد البشرية ، وبناء ثقافة البيئة الخضراء في المنظمة وتعيين الموظفين المتفقين مع فلسفة المنظمة البيئة من خلال التوظيف الأخضر، وندربهم علي الممارسات الخضراء من خلال التدريب والتطوير الأخضر ، وندير أداءهم وفقاً للنهج الأخضر عند إدارة الأداء الأخضر.
في هذا المقال حديثنا عن التعويضات الخضراء، حيث تعتبر التعويضات من أهم وظائف إدارة الموارد البشرية التي يتم من خلالها مكافأة الموظفين على أدائهم وهذه هي الطريقة الأقوى التي تربط مصلحة الموظف مع مصلحة المنظمة. كما أن الحوافز والمكافآت المادية والمعنوية من العوامل المؤثرة على أداء الموظفين وتحفزهم على بذل أقصى جهد ممكن لتحقيق الأهداف التنظيمية.
في سياق إدارة الموارد البشرية الخضراء، تعتبر التعويضات والمكافآت من الأدوات الداعمه للأنشطة البيئية في المنظمة.
ووفقاً للنهج الأخضر على المنظمات الحديثة أن تقوم بتطوير أنظمة المكافآت لتشجيع المبادرات الصديقة للبيئة، هذه الممارسات تحفز الموظفين على القيام بمبادرات بيئية تشجيع الإجراءات البيئية وتعزز أهمية مشاركة الموظف في البرامج البيئية.
وقد لوحظ أن التزام الموظفين ببرامج إدارة البيئة يزداد عندما يعرض عليهم مكافآت وحوافز لتحمل واجباتهم فيما يتعلق بالمسؤولية البيئية.
على الرغم من أن المكافآت والحوافز تزيد من المبادرات الخضراء في المنظمات، إلا أنها لا يمكن أن تكون خالية تمامًا من بعض الممارسات الخاطئة، فقد يكون تطوير الحوافز النقدية الفعالة أمراً صعباً بسبب صعوبة إجراء تقييم دقيق وعادل للسلوكيات والأداء البيئي ، وهذا ما ذكرناه في إدارة الأداء الأخضر، والذي يجب فيها تعديل برامج تقييم أداء الموظفين ولو جزئياً بناء على السلوكيات البيئية.
هنا تبرز الحاجة إلى توظيف نظام حوافز فعال يعتمد مقدار المكافأة فيه على السلوك البيئي للموظف، حيث تقوم بعض الشركات على وضع برنامج جوائز لأحترام البيئة وينصف الموظف الذي يقدم انجازات بيئية.
وهناك ممارسات كثيرة في مجال التعويضات والحوافز التي تشجع على السلوك الأخضر، فيمكن أن يعطي الموظفين جوائز لمساهمتهم في تخفيض استهلاك الطاقة، والمخلفات، وقد تمتد تعزيز السلوكيات الخضراء للموظفين إلى حياتهم الشخصية من خلال تشجيعهم على اعادة تدوير المخلفات المنزلية واستخدام وسائل النقل العامة واستخدام الدراجة الهوائية وتقليل انبعاث الكربون وتشجيع السلوكيات التطوعية من خلال المكافآت الصغيرة.
لن تستطيع الشركات بمفردها أن تحقق أي تقدم في النهج الأخضر إن لم تلقى القبول والتعاون من الموظفين فيها، فمبادرات الشركات في تصميم المنتجات والعمليات الموفرة للطاقة والصديقة للبيئة ومحاولة معالجة المخلفات الإنتاجية بطريقة غير ضارة للبيئة يجب أن يعزز بسلوكيات خضراء من قبل الموظفين، ووضع حوافز لتسريع قبول هذه الممارسات وتطبيقها.
من المبادرات التي تقوم بها بعض الشركات، اجراء مسابقات بين فرق العمل على اساس ما يقدمونه من انجازات بيئية وتلجأ شركات اخرى إلى تحفيز عامليها من خلال منحهم مكافأت عند تقيمهم لأفكار خلاقة في مجال إعادة تدوير النفايات وانشطة الحد منها أو قبول المشاركة في مسؤوليات إضافية في الجهود البيئية، ويمكن للمديرين أن يطلبوا من الموظفين توليد أفكار خضراء محددة تتعلق بوظائفهم الفردية والتي يمكن أن تتم من خلال القرارات المتبادلة المدرجة في الأهداف التي يجب تحقيقها للعام المقبل. وتحقيق هذه الأهداف سيكون أساسي لتلقي الحوافز.