You are currently viewing السيرة الذاتية بين الماضي والحاضر والمستقبل
السيرة الذاتية

السيرة الذاتية بين الماضي والحاضر والمستقبل

السيرة الذاتية هي وثيقة مكتوبة يبرز فيها الفرد معلوماته الشخصية ومؤهلاته، وخبراته العملية ومهاراته، وإنجازاته.

وقد تطورت السيرة الذاتية عبر الزمن، من كونها وثيقة بسيطة تسرد المعلومات الأساسية، إلى وثيقة أكثر تعقيدًا تتضمن معلومات أكثر تفصيلًا، دعونا نرى تطورات السيرة الذاتية من الماضي إلى الحاضر وما المتوقع في المستقبل.

السيرة الذاتية في الماضي

في الماضي، كانت السيرة الذاتية وثيقة بسيطة تسرد المعلومات الأساسية عن الشخص، مثل الاسم، والعمر، والعنوان، والتعليم، والخبرات المهنية.

وكانت السيرة الذاتية تُكتب بأسلوب بسيط ولكن رسمية للغاية، وتُستخدم عادةً للتقدم للوظائف فقط وهو ما يطلق عليها Resume، وبالرغم من ذلك لم يكن الاعتماد عليها بشكل رئيسي للحصول على العمل بل كان النظر إلى الشهادات العلمية التي تؤهلك للوظيفة.

لمعرفة الفرق بين CV و Resume يمكن مشاهدة الفيديو التالي:

الفرق بين CV و Resume

السيرة الذاتية في الحاضر

في الوقت الحاضر، أصبحت السيرة الذاتية وثيقة أكثر تعقيدًا تتضمن معلومات أكثر دقة في اختيارها ومدى مناسبتها للوظيفة المقدم لها.

فقد أصبحت السيرة الذاتية تتضمن معلومات عن المهارات والقدرات، والإنجازات، والاهتمامات الشخصية، كما أصبحت تُكتب بأسلوب أكثر إبداعًا وجاذبية وهدفها تسويقي إلى حد كبير، فكل مرشح يسعى إلى إبراز نقاط القوة التي تميزه عن الآخرين .

ولم تعد السيرة الذاتية لأغراض التقدم للوظائف فقط، وإنما باتت وثيقة تُطلب في الحصول على المنح الدراسية، والأعمال التطوعية، والمجالات التنافسية، حيث تعد بطاقة تعريفية للمرشح ودليل مبدئي على مناسبته للوظيفة.

وظهر استخدام التصميمات والقوالب الجاهزة لكتابة سيرة ذاتية جذابة تلفت انتباه المقيمين لها، غير أنه ما زال البعض يرفض فكرة وجود ألوان وتصميمات رسومية فيها، والسبب أن مع التطور التقني أصبح يتم فرز وتفريغ المعلومات المكتوبة في السيرة الذاتية إلكترونياً، وتعرف بأنظمة (ِATS) ووجود رسوم وتصاميم قد يعيق عمل البرنامج في تفريغ البيانات.

الفكرة في كل المزايا الشكلية المضافة للسيرة الذاتية هو أن التكنولوجيا وتطور برامج التصميم أصبحت أكثر سهولة في الاستخدام بما سمح للكثير بإدخالها في كل مناحي الحياة وإضفاء البصمة التطويرية الراقية إلى أعمالهم.

كما أن الكثير أصبح يضيف موقعه الإلكتروني أو الـ QR Code ليتم مسحها ومشاهدة شهادته إلكترونياً.

QR Code

والاتجاة الحالي هو إرسال رابط الحساب على موقع LinkedIn، ويجب أن يظل حريصًا على تحديثه بشكل يومي أو دوري بكل جديد وكل إنجاز حققه، ويحاول نشر مساهمته المهنية والمجتمعية ليتشكل انطباع حسن لكل من يدخل يتفحص حسابه.

لتعلم كيف يمكن كتابة سيرة ذاتية احترافية يمكن حضور الدورة التدريبية التالية:

دورة تدريبية في كتابة سيرة ذاتية إحترافية

العوامل المؤثرة على السيرة الذاتية

لقد تأثرت السيرة الذاتية بمجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك التطورات التكنولوجية، وتغيرات سوق العمل، وتطور ثقافة العمل. ومن أهم العوامل التي أثرت في السيرة الذاتية:

التطورات التكنولوجية

أدت التطورات التكنولوجية، مثل ظهور الإنترنت، إلى تغيير طريقة استخدام وعرض السيرة الذاتية واستخدمت على نطاق أوسع، لسهولة النشر والتوزيع.

تغيرات سوق العمل

التغيرات في سوق العمل مثل زيادة المنافسة بين الوظائف والبحث عن المواهب زاد أهمية السيرة الذاتية واعتبارها أداة أساسية للتقدم للوظائف.

تطور ثقافة العمل

المتطلبات التنظيمية الحديثة والتي تستدعي الانسجام في ثقافة العمل، أدى إلى التركيز على المهارات الشخصية والسلوكيات والأخلاقيات والتوجهات التي تناسب الثقافة التنظيمية، كل هذا طور من النظرة الحديثة لمحتويات السيرة الذاتية ، فقد أصبحت السيرة الذاتية تتضمن الآن معلومات عن المهارات المهنية، والإنجازات، والأعمال التطوعية، والاهتمامات الشخصية.

السيرة الذاتية في المستقبل

في المستقبل، تبقى التساؤلات مفتوحة هل ستضل السيرة الذاتية كما هي أم سيتغير الوضع؟

من المرجح أن الأمر سيتغير وذلك لدخول الذكاء الاصطناعي فقد تصبح السيرة الذاتية أكثر ذكاءً، بحيث تتمكن من التكيف مع احتياجات أصحاب العمل المختلفة.

كما من المتوقع أن تصبح السيرة الذاتية أكثر تفاعلية، بحيث تتمكن من تقديم تجربة أكثر جاذبية للقارئها.

المستقبل المتوقع للسيرة الذاتية

لا نعلم تحديداً ما سيحدث في المستقبل إلا أن هناك بعض الاتجاهات المتوقعة للسيرة الذاتية:

استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء السيرة الذاتية

استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تصميم سير ذاتية أكثر ذكاءً وفعالية، قابلة للتعديل الذاتي حسب معايير ومتطلبات الوظيفية المتقدم لها.

التفاعلية

قد تصبح السيرة الذاتية أكثر تفاعلية، ربما يكون بإمكان القارئ لها تحديد ما المطلوب من السيرة الذاتية الإلكترونية الذكية التي يقدمها المرشح وتتجاوب معه وتعرض المطلوب.

وقد يطلب تفاصيل أو إثباتات أو ملخص وغيره، وتقوم السيرة الذاتية بالتفاعل مع كل ما هو محدد لها.

التنوع

من الملاحظ في الآونة الأخيرة مع ظهور تخصصات ومجالات مستحدثة، أصبحنا نمتلك عدة مهارات قابلة للتطبيق في أكثر من عمل، ولدينا خبرات في عدة مجالات.

وعلى الرغم من أنه قد يكون المطلوب هو أن تكون السيرة الذاتية متخصصة، ولكن قد يتغير ذلك وتكون مخصصة (بدون التاء) بسبب تنوع المهارات والخبرات والمعارف لدى صاحبها.

استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة وتصميم السيرة الذاتية

code projected over woman
Photo by ThisIsEngineering on Pexels.com

في السنوات الأخيرة، بدأ استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة السيرة الذاتية، وذلك بهدف تسهيل عملية كتابة السيرة الذاتية وجعلها أكثر احترافية ودقة.

فما عليك سواء التحدث مع ChatGPT أو Bard وتحديد الوظيفية التي تقدم لها مع تزويده ببعض المعلومات عن مؤهلاتك ومهارات وستجده خير معين لك في كتابة سيرة ذاتية مقنعة وجذابة.

فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة السيرة الذاتية

هناك العديد من الفوائد لاستخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة السيرة الذاتية، منها:

  1. توفير الوقت والجهد

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يوفر الوقت والجهد على الشخص المتقدم للوظيفة، حيث يمكنه القيام بمهام مثل:

  • جمع المعلومات من مصادر مختلفة، مثل مواقع التوظيف والجامعات والمؤسسات المهنية.
  • تحليل هذه المعلومات وتحديد المهارات والقدرات التي يحتاجها صاحب العمل.
  • كتابة السيرة الذاتية بشكل محترف ودقيق.

2. تحسين جودة السيرة الذاتية

مهما كانت دقتك في كتابة السيرة الذاتية فإن احتمالية وجود أخطاء في الطباعة أو انتقاء الكلمات المفتاحية المناسبة تظل كبيرة، بعكس الذكاء الاصطناعي أن يساعد على تحسين جودة السيرة الذاتية، وذلك من خلال:

  • التأكد من أن السيرة الذاتية مكتوبة بشكل محترف ودقيق.
  • استخدام المصطلحات والكلمات المفتاحية المناسبة لجذب انتباه صاحب العمل.
  • التأكيد على المهارات والقدرات التي يحتاجها صاحب العمل.

3. زيادة فرص الحصول على الوظيفة

كم من الوقت قضيت تحاول الحصول على وظيفة تناسبك، محاولاً مطابقة مهاراتك وخبراتك بمتطلبات الوظائف المعلن عنها، لن يكون ذلك مع الذكاء الاصطناعي والذي يساعدك على الحصول على الفرص الأكثر ملائمة لك، وحيث يقوم بالتالي:

  • تحديد الفرص الوظيفية من خلال البحث التي تناسب الباحث عن العمل.
  • ضمان أن السيرة الذاتية تتوافق مع متطلبات الوظيفة.
  • التأكيد على نقاط القوة لدى الشخص المتقدم للوظيفة.
  • جعل السيرة الذاتية أكثر جاذبية لصاحب العمل.

نصائح لاستخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة السيرة الذاتية

ChatGPT

عند استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة السيرة الذاتية، يجب مراعاة بعض النصائح، منها:

  • تأكد من أن مهاراتك وخبراتك تتوافق مع متطلبات الوظيفة: قبل استخدام الذكاء الاصطناعي لكتابة السيرة الذاتية، يجب التأكد من أنك مناسب للوظيفة المعلن عنها.
  • تعلم الحديث مع الذكاء الاصطناعي وطلب المقترحات Prompt : كلما كانت دقيقًا ومحددًا وواضحًا في طلبك كلما كانت إجابته ممتازة، وتعلم أساسية بالذكاء الاصطناعي وكيفية استخدام هذه التكنولوجيا في كتابة السيرة الذاتية.
  • راجع السيرة الذاتية بعناية: بعد استخدام الذكاء الاصطناعي لكتابة السيرة الذاتية، يجب مراجعتها بعناية للتأكد من أنها مكتوبة بشكل محترف ودقيق.
  • احصل على رأي شخص آخر: من المفيد الحصول على رأي شخص آخر على السيرة الذاتية، وذلك لضمان أن السيرة الذاتية تعكس مهارات ومؤهلات الشخص المتقدم للوظيفة بشكل جيد.

خاتمة

تؤدي السيرة الذاتية دورًا أساسيًا في حياتنا المهنية، وقد تطورت عبر الزمن، ومن المتوقع أن تستمر في التطور في المستقبل.

يعتبر استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة السيرة الذاتية طريقة فعالة لتوفير الوقت والجهد وتحسين جودة السيرة الذاتية وزيادة فرص الحصول على الوظيفة. ومع ذلك، من المهم مراعاة بعض النصائح عند استخدام هذه التكنولوجيا لضمان أن السيرة الذاتية مكتوبة بشكل احترافي ودقيق.

د. سناء عمر عبد الجبار

دكتوراه في إدارة الموارد البشرية، محاضرة ومدربة دولية معتمدة، خبرة أكثر من 15 عامًا في مجال التعلم والتطوير شغوفه بتطوير المواهب وعضو في جمعية تطوير المواهب ATD